حكاية الانتخابات في ميت طريف 3 \ 2

$حكاية الانتخابات في ميت طريف 3 \ 2 736270420$

كنا قد توقفنا عند المرحلة التي دخلت فيها الاتحاد الاشتراكي ممثلا للشباب وكانت هذه أول ممارسة فعلية لى على المستوى السياسي بخلاف بعض الممارسات البسيطة في الاتحادات الطلابية ، تكونت اللجنة من 17 عضوا وعضوة الاستاذ احمد عوض والاستاذ جمال نظيم والدكتور احمد العدل الباز ( النهضة ) والاستاذ منصور حسين والحاج منصور ابو العنين والحاج الشربيني الجوهري والحاج السيد الزهيري والحاج السيد المهدي والمهندس الإمام ابراهيم والاستاذ حسن رمضان والاستاذ سمير رزق والشيخ سيد محمود وعم احمد صابر وأنا وأختاي السيدة ملاك منصور حسين والسيدة وروحية منصور ابو العينين . وأرجون أن تكون الأسماء صحيحة .
هذا التشكيل بالرغم من عدم وجود انقسامات حادة وصريحة إلا أنها أظهرت أن الشباب قد اشتد عودهم وأصبحوا يشكلون عنصرا فاعلا في المجتمع بعد أن انضم إليهم بعض الكبار ، بالرغم من أن العائلات جميعها كانت حريصة على التوازن فمن ناحية لا يرغبون في خسارة الكبار ومن ناحية أخرى يريدون أن يدعموا أبناءهم الشباب ، وبدا أن الشباب يريدون اثبات وجودهم وبدأت المشاورات حول الترتيبات داخل اللجنة .
كان مطلوبا من اللجنة ( وكل لجان القرى الأخرى ) أن تذهب إلى دكرنس وبالتحديد في مدرسة على مبارك الثانوبة لا ختيار أمين وأمين مساعد وأربعة لمؤتمر المركز ، وكان الاستاذ احمد عوض هو الأمين بصفة دائمة
وبدأت التعقيدات تظهر :
أولا بدا أن الشباب عازمون على التغيير حتى في منصب الأمين . وكان العدد 17 ثمانية مؤكدون في كل جهة وكان الصراع على أشده للفوز بصوت الأستاذ سمير رزق ، وقد يتبادر إلى الذهن سؤال : لماذا الأستاذ سمير بالذات ؟ والحقيقة أن أقرب صديقين للأستاذ سمير كانا المهندس احمد بكر المتولي والمهندس فتحي عبده عيسى وبذل كلاهما جهدا كبيرا لمحاولة الاستئثار بصوته فهو الصوت المرجح للفوز بمنصب الأمين ومنصب الأمين المساعد .
ثانيا كان هناك صراع من نوع آخر على عضوية مؤتمر المركز فقد ترشح كل من الاستاذ جمال نظيم والدكتور احمد العدل على أمل التصعيد ضمن أربعة مؤتمر المركز طامحا للتصعيد لمؤتمر المحافظة ومنه للمؤتمر القومي العام ، والمشكلة أن الأستاذ أحمد عوض لم يكن يريد ترشيح الدكتور احمد العدل ضمن الأربعة لأن طموحاته من وجهة نظره تؤثر على فرص الاستاذ جمال نظيم ، بينما طلب الدكتور احمد العدل وهو ممثل النهضة اختياره ضمن الأربعة وسيعتمد على نفسه ولن يطلب دعما من أحد للتصعيد ،
كانت هناك مشكلة أخرى أعقد من ذلك إذ تم إفهام جمال بك نظيم ( من قبيل المناورات الانتخابية ) أن الشباب لن يصوتو لصالحه وأنه قد لا ينجح ، وهذا أمر لم يكن مطروحا أبدا ولم يفكر فيه أحد على الاطلاق .
ومن بين الجهود الحثيثة لضمان ترجيح كفة على أخرى استدعاني ليلة التصويت خالي المرحوم الحاج عثمان الدسوقي ( وهو يحتل عندي منزلة عالية جدا ) وكان صديقا مقربا من الاستاذ احمد عوض بالإضافة للقرابة ، وطلب أن أصوت لصالح الاساذ احمد أمينا وللمهندس الإمام أمينا مساعدا ودار بيني وبينه حوارا راقيا جدا يمكن أن يدرس للأجيال ، المهندس الامام كان مرشحا عن جماعة الكبار ضد الحاج السيد المهدي المرشح عن الشباب انظروا إلى المفارقات ، وكنا في إطار محاولات الاجتذاب ذهبت إليه أنا والأستاذ عبدالعزيز حسين وجلسنا معه في تليفون العمده وعرضنا عليه أن يكون مرشح الشباب في منصب الأمين فرفض وقال أنه لن يترشح لأي منصب ، وبناء عليه تم الاتفاق على ترشيح الحاج السيد المهدي وأعطيته وعدا أن أصوت له وإذا بالمهندس إمام يعلن عن ترشيحه لمنصب الأمين المساعد ووضعني في موقف في غاية الحرج ، وأعتقد أن ترشيحه كان فيه الكثير من الدهاء لأنني كنت المقصود لإحراجي وتفتيت مجموعة الشباب .
دعانا الاستاذ احمد عوض رحمه الله لاجتماع في بيته ليلة التصويت وكان اجتماعا وديا جدا في حضور الأستاذ جمال نظيم شخصية هامة لها احترامها من الجميع ، وذهبنا في اليوم التالي وبينما نحن وقوف أمام المدرسة في انتظار دور ميت طريف إذا بالسيد صبح عطوية - وكان معلم التربية العسكرية في على مبارك والاستاذ جمال نظيم هو الذي ساعد في تعيينه - إذا به يجذبني بعياد ويعاتبني بشدة لأنه سمع أننا لن نصوت لجمال نظيم وأقنعته أن ذلك لن يحدث ، ودخلنا للتصويت ،
في منصب الأمين والأمين المساعد كان قد تأكد تفوق المهندس فتحي عيسى على المهندس احمد بكر واستطاع اسنمالة الأستاذ سمير لجبهة الكبار وبالتالي فقد تأكد من قبل التصويت فوز الأستاذ احمد والمهندس إمام بفارق صوت فقرر الشباب ترشيح السيدة ملاك منصور لمنصب الأمين كنوع من التعبير العنيف عن ذاتهم والاستمرار في ترشيح الحاج السيد المهدي لمنصب الأمين المساعد ، أما أربعة المركز فقد فاز جمال نظيم بكامل الأصوات وفاز معه احمد العدل واثنين آخرين .
كانت معارك سياسية في غاية الشراسة لكن بكل احترام
وبعدها لم تجتمع اللجنة مرة أخرى حتى أن المرحوم احمد صابر ( وهو أصلا من ميت طريف وانتقل للنهضة ) وكان يشتهر بخفة الدم الشديدة كان له تعبيرا ظريفا لا أنساه أبدا كان يقول : " ان الاتحاد الاشتراكي بتاعنا ده زي مجلة الهوا يُسمع ولا يُقرأ " مستعيرا اسم برنامج إذاعي كان يذاع في إذاعة صوت العرب باسم مجلة الهوا .
رحم الله من رحل عنا وأطال في عمر من بقي وتحصلت لنا المنفعة المرجوة من هذ الحديث وأتمنى أن يجمعنا لقاء قريب .

$حكاية الانتخابات في ميت طريف 3 \ 2 776104575$

» حكاية الانتخابات في ميت طريف 1
» حكاية الانتخابات في ميت طريف 2
» حكاية الانتخابات في ميت طريف 3
» حكاية الانتخابات في ميت طريف 3 / 1
» حكاية الانتخابات في ميت طريف 4