حكاية الانتخابات في ميت طريف 2

كنت قد استعدت من ذاكرتي صورة لفترة بداية العمليات الانتخابية في قريتنا الحبيبة في الفترة التي شهدتها ، وتحدثت عن فترة كنت فيها طفلا لا يعي ثم مراقبا دون مشاركة وأعطيت صورة عن الوضع في ميت طريف وقتها وهي على أي حال لم تكن تختلف كثيرا عن القرى الأخري ، وتحدثت عن بداية ظهور جيل جديد من الأبناء يطالب بالتغيير وواكب طلبه تغييرات جذرية أحدثتها ثورة 52 في المجتمع .
واليوم سأتحدث عن واقعتين انتخابيتين حدثتا في هذه الفترة وكانت لهما تأثيرات مهمة تركت علامات يصعب نسيانها ، أما الواقعة الأولى فكانت عقب قرار الثورة إنشاء الجمعيات الزراعية في القرى وتقرر انتخاب مجالس إدارة بالاقتراع المباشر من ألأهالي أصحاب الحيازات الزراعية ، وقد أعد الكبار قائمة وأعد الشباب قائمة أخرى ، وكان إعلان النتيجة من منزل العمدة عزالدين رحمه الله ، وكانت النتيجة فوز قائمة الشباب بالكامل واحتفلوا بفوزهم بمسيرة كبيرة بدأت من مقر الإعلان وكان مشهدا مهيبا كونه جديدا في حياة الناس السياسية وحملوا على الأعناق اثنين من زعماء حركة الشباب في وقتها وهما خالى محمد محمد رمضان رحمه الله وخالي الحاج الشربيني رمضان رحمه الله ( وقد توفي رحمه الله بعدها بشهر تقريبا ) ، ومرت المسيرة من أمام بيت جدي محمد رمضان وهو والد أحدهما وعم الآخر وكان هو مع قائمة الكبار بالطبع ، وعلى ما أذكر فإن هذه كانت آخر مواجهة بين الجيلين وآثر الكبار بعدها الإقرار بالوضع الجديد وترك المجال للشباب ليقوموا بدورهم فهذه سنة الحياة
وبانسحاب الكبار من المواجهات تغيرت الصورة لأن المنافسة تحولت بين أفراد الجيل الواحد استجابة لطموحات بعضهم ، وتمثل ذلك بشكل رئيسي في واقعة هي الأشهر وهي انتخابات العمدية فقد تقدم للترشيح اثنين من الشباب أوقل من الجيل الجديد هما خالي الحاج ابراهيم الإمام ( والد المهندس إمام العمدة الحالي ) وعمي الحاج محمد رمضان حسن داوود ( والد المرحوم حسن والمرحوم حمدي رمضان ووالد الأستاذ جمعة رمضان رئيس المجلس المحلي الحالي ) ، وهما أنساب فالأول عم زوجة الثاني ، والحقيقة أنها كانت معركة حامية الوطيس حتى أحد أقارب الحاج ابراهيم قد توفي في هذه المعركة وهو المرحوم فاروق عبد السلام ( والد الأستاذ عبدالسلام فاروق المدرس ) ، وكانت فيها تحالفات قوية منها المعلن ومنها الخفي ، وفي النهاية نجح الحاج ابراهيم الإمام .
بعد هذه الواقعة التي خطط لها البعض ودفع الناس إليها دفعا ، عادت الأمور للهدوء وبدأت الانتخابات التالية تتسم بالهدوء النسبي للحرص على تمثيل كل العائلات ، كما أن انتخابات العمدية أرجئت وتم التجديد تلقائيا أو بالاتفاق ، وكانت الصراعات كلها تحت السطح حتى بدأ ظهور جيل جديد لديه طموحات يسعى لتحقيقها تمثل في البداية في تعيين بعض الشباب في المنطقة ورغبتهم في التواصل ، وبدأت عملية الظهور بكل من المرحوم ابراهيم احمد السيد المتولي والأستاذ عبدالعزيز حسين والأستاذ احمد الزهيري شعبان
وهذه حكاية أخرى لنا معها حديث

حكاية الانتخابات في ميت طريف 2 776104575

» حكاية الانتخابات في ميت طريف 3
» حكاية الانتخابات في ميت طريف 3 / 1
» حكاية الانتخابات في ميت طريف 3 \ 2
» حكاية الانتخابات في ميت طريف 4
» حكاية الانتخابات في ميت طريف 1