حقيقة مظاهر الفوضى !!!!!

تتسارع الأحداث في كل يوم وتتبدّى لنا معها ملامح فوضى وانفلات ، ويرجع السبب في ذلك إلى فهم خاطئ لمعنى الحرية ، شعبنا كان متعطشا لرشفة من الحرية الحقيقية فإذا بفيضان منها جاء دفعة واحدة حاول كل منا أن يطفئ ظمأه للحرية من هذا الفيضان الهادر بعد ثورة 25 يناير ، ولم يكن لدينا الثقافة لنعلم أن الفيضان يغرق ولا يروي الظمأ ، ما يحتاجه الفيضان للسدود لتفادى آثاره المدمرة ولتخزين مياهه في أماكن آمنة ومناسبة للاستفادة منها في القادم من الأيام ، لقد تصور المتربصون بنا أن إغراق شعبنا بفيضان الحرية سيخلق الفوضى التي يبحثون عنها (الفوضى الخلاقة) لتثبيت دعائم العمالة والفساد التس تعمل لحسابهم ، ليكونوا بذلك قد احتلّونا بأيدينا كما فعلوا في أماكن أخرى كثيرة ، لكنهم لم يفهموا معنى أن مصر محروسة ، وجاءت الأيام لتعطيهم الدرس من جديد برغم كل مظاهر الفوضى التي تتناثر هنا أو هناك ، قيّضَ الله من أبناء هذا الشعب من توقّف ليراقب ويعيد توجيه دفّة الأمور تدريجيا على غير ما خطط له المتربصون ، ولأن هذا التوفيق من الله فقد بدأت الأغلبية تتفهم المخاطر التي تحيق بالوطن ، والأطماع التي يخطط لتنفيذها أعداؤنا .
لكن مازال البعض يظهر بين الحين والآخر ليحاول خلق مجرى لفيضان التدمير ليتسلل إلى حياتنا من جديد بمطالب معجزة لاستمرار التصدع ، ولكن سرعان ما يتحرك أهل الحكمة والرأي لوأد هذه المحاولات التي لن تنقطع وستحتاج منا دائما إلى يقظة من أهل الرأي ومعاونة من العقلاء من الشعب لغلق الطريق أمام محاولات الجهلاء لثقب سفينة مصر لإغراقها بجهل أو بعمالة ، وكلاهما جهل .
والمشكلة أن البعض يفهم الحرية على أنها حق وينسى دائما أن الحرية مسئولية ، و يعتقد مخطئا أن الديمقراطية هي أن يفرض كل إنسان مايريد وهي في الحقيقة أن يبدى كل إنسان رأيه وأن يكون التنفيذ لما تراه الأغلبية ، إن هذه القلة من الحمقى مالم بتم التصدّي لها يمكن أن تغرق السفينة بنا وبهم ، وهذه مسئولية أهل الرأي والحكمة ، وقديما قال الشاعر :
************
لا يصلح القوم فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا (السراة هم النخبة)
تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت وإن توالت فبالأشرار تنقاد
إذا تولى سراة الناس أمرهم نما على ذاك أمر القوم فازدادوا