حقيقة ما يجري !!!!!

إن ما جرى اليوم من مواجهات دامية من المتظاهرين مع رجال الجيش والشرطة هو تعبيرواضح ولا يحتاج لشرح أو تحليل ، إن القوى المعادية لأمن واستقرار مصر كلما أحست باقتراب لحظة الاستقرار تأكدت من فشل مخططاتها التي كانت تعد لتنفيذها ، فتفقد صوابها تدريجيا حتى وصل الأمر منتهاه هذا الأسبوع حين أعلنت القيادة عن تحديد مواعيد انتخابات البرلمان ، هنالك علموا أن الأبواب قد أغلقت أمام مخططاتهم ، أو هي على وشك الإغلاق ، واكتملت الصدمة بإعلان القيادة إلغاء محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية وهي أهم الذرائع التي كانوا يتذرعون بها ، وكان لا بد من وصول التصعيد إلى منتهاه وكان هذا العنف الذي شهدناه في محاولة يائسة أخيرة لإحراج الجيش وإجباره على مواجهة العنف بمثله لإيجاد مبرر لوقف متابعة عملية الاستقرار .
وفي رأيي أن الأمر لم يعد ممكنا السكوت عليه ، لا بد لأولي الأمر أن يواجهوا هذه المخططات بالقوة المناسبة ، إن أعداءنا بتعمدون استمرار المناوشات والمواجهات وتعطيل عملية وضع الدولة على مسار الديمقراطية والبناء إلى أن يحققوا أهدافهم في الدول العربية المحيطة بنا ثم لا يكون أمامنا ساعتها سوى القبول بإملاءاتهم ، لأنهم يعلمون استحالة تنفيذ مخططاتهم في مصر الآن ، لذلك يسعون أولا لتشفيتها حتى إذا لم يبقى سوى العظم ثقلت حركته وسهل احتواؤه وربما القضاء عليه .
لا يجب أن نرى مخطط التقسيم جار ونكتفي بالمشاهدة ، المطالب لن تنتهي إلا بالتقسيم ، سياسة واضحة جلية لمن كان له عقل أو بصر ، والطبطبة والهدهدة لن تحل شيئا ، يجب عدم السماح لهذه الفئة العميلة ( وهي فئة قليلة من أخوتنا المسيحيين ) التي تدفع الأمور في اتجاه تنفيذ هذه المخططات ، أغلب المسيحيين مصريين يعيشون في أمان مع إخوتهم المسلمين دون أي تفرقة ، لكن ترك هذه الفئة الضالة تعبث بمستقبل مصر ربما يؤدى إلى تحول لدى الشريحة الكبرى المسالمة ، وبالتالي ستتعقد الأمور .
ليس صحيحا أن الموضوع موضوع كنيسة تم الاعتداء عليها ، فهذه مشكلة يمكن حلها في ثمان وأربعين ساعة ، وهناك حالات مماثلة سابقة تثبت ذلك ، لكن الأمر الذي يخطط له هؤلاء فيما أعتقد سينتهي بطلب تشكيل مجلس رئاسة وعودة الجيش لثكناته ، وحتى الآن الطلب برئ لا غضاضة فيه ، لكن عند تشكيل المجلس ستتكشف النوايا ، من الممكن أن نتصور أنه سيتكون من سنِّي وشيعي ومسيحي كما حدث في العراق وتكون هذه هي بداية التقسيم الفعلي لمصر وما بعد ذلك يجب أن يكون معلوما للجميع باسترجاع ما يحدث في العراق .
وقد يقول قائل : كيف توصلت إلى هذا الافتراض ؟ وماهي مرجعيتك ؟ أقول الأمر لا يحتاج لعناء كبير ، بطرس غالي الصغير هرب بعد تأكده من نجاح الثورة ، بطرس غالي الكبير طلب في لقاء مع منى الشاذلي في أيام الثورة الأولى - ربما لم يراه كثيرون – طالب بتدخل أجنبي في مصر ، مطالب هذه الفئة الضالة واستفزازاتها منذ قيام الثورة إلى الآن ، واليوم بعد هذه المواجهات يطالب العملاء تحقيقا دوليا في الأحداث ، كل هذه وقائع لها دلالات واضحة ، وكما يقولون "اللي ميشوفش من الغربال يبقى اعمى " وشعبنا مسلم ومسيحي لم يكن أبدا أعمى ، قد يفسر بعض الأغبياء صبر هذا الشعب أحيانا بأنه جهل أو استسلام أو عمًى ، وكان من المفترض بعد ثورة يناير الشعبية مسلمين ومسيحيين أن تجعل هؤلاء الأغبياء يتخلون عن غبائهم .