حكاية الانتخابات في ميت طريف 3

كنا قد تحدثنا في مشاركات سابقة على مرحلتين ، مرحلة الرؤية والسماع ثم مرحلة المشاهدة والمراقبة ، وحتى لا يلتبس الأمر فإن مرحلة الرؤية والسماع تقوم على تسجيل المشاهد في الذاكرة دون إدراك فعلي لأبعادها وآثارها ، أما مرحلة المشاهدة والمراقبة فتقوم على التسجيل بشئ من الوعي والإدراك و محاولة اكتساب المعرفة والخبرات ، وفي هذا اللقاء الثالث سيكون الحديث عن مرحلة كنت فيها مشاركا بشكل شبه فعلى في العملية الانتخابية .

لكنني أحب قبل أن أبدا في الحديث عن هذه المرحلة أن ألفت النظر إلى أنني ليس لي غاية من هذا الحديث إلا عرض هذه الأحداث على الأجيال الجديدة لنستفيد منها لمستقبل أيامنا ، وليس لدي أي نية في ترشيح أو حتى التواجد مع المرشحين إلا بالقدر اللازم لتقييمهم حتى أعطي صوتي لمن يستحقه فقط ، كما أحب أن أنوه أيضا إلى أن جميع أطراف هذه الأحداث تربطني بهم علاقة قرابة تتفاوت في درجتها لكنها علاقة جامعة على أي حال ، وحتى يدرك كل قارئ مدى هذه العلاقات وعمقها سأعرض للشباب أصول قراباتي العائلية ليروا جميعا أن هذا الكلام ليس من فراغ ، فكل إنسان منا ينتمي لأربعة جدود اثنين لأبيه واثنين لوالدته ، وجدي السعيد يعرفه الجميع من كبار قريتنا له أصول تمتد على رقعة واسعة في منية النصر وكفر ابو ناصر والدراكسة والجمالية وديرب الخضر وميت شرف ومسجل باسمه حوض في الزمام الزراعي بميت طريف ( حوض السعيد ) بالإضافة لتجارته وسياراته ، وكان جميع أبنائه لا ينادون إلا بلقب فلان افندي ولم يكن ذلك موجودا إلا في عائلة واحدة أخرى هي عائلة العمدة عزالدين ، وجدتي لوالدي من عائلة المتولي ووالدتها من عائلة داود ، أما جدي لوالدتي فمن عائلة رمضان وهي عائلة كبيرة تشمل عائلات رمضان الصغير والد الامام رمضان ومحمد رمضان واحمد رمضان وعلي رمضان بالإضافة لعائلات الدسوقي والبسيوني والسيد وعبد الدايم وبدوي والعيسوي وزيد وخليل وغيرهم ، أما جدتي لوالدتي فمن عائلة السوالمة ابنة الحاج متولي عيسى سالم .
وقد يقول قائل أنني أتفاخر أو شئ من هذا ، لكن من يعرفني يعرف أنني أبعد ما أكون عن مثل هذه الصفات المشينة، لكنني فقط أقطع الطريق على المزايدين من المنتفعين الذين يحاولون أن يلبسوا ثوب غيرهم ظنا منهم أن ذلك يجعل لهم قيمة وهذا لايكون الا في مخيلتهم فقط ، أما القيمة الحقيقية لأي إنسان فهو وحده الذي يصنعها بثقافته واحترامه لنفسه ، لا تكتسب لا بالمال ولا بالسلطة ولا بالنسب ولا بمظاهر الدنيا العارية فكلها وصاحبها إلى زوال ويبقى فقط ماقدمه الإنسان ليلقى به ربه ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أريد أن أبين للجميع أن الآراء الصحيحة لا تبنى محكومة بعلاقات خاصة من قرابة أو صداقة أو نسب أو جيرة فإن من يفعل ذلك يحاول أن يشرّع قيما جديدة مخالفة لشرع الله وحتى للقيم الأخلاقية ويستخدم بذلك معوله في هدم البناء الاجتماعي بينما يضع الحريصون على الحق والعدل معاولهم في إرساء دعائم الحق والعدل في المجتمع لتستقيم الأمور على الوجه الذي رضيه الله لنا ، وجميع من اختلفت معهم كانوا من أقربائي وربما من أصدقائي دون أن يؤثر خلافنا على علاقتنا .
وحتى لا أطيل عليكم فإنني سأعتبر هذه مقدمة سنبني عليها روايتنا عن المرحلة الثالثة وما بعدها وسأنتظر تعليقاتكم لأرى ما إذا كان لديكم الرغبة في المتابعة برغم الحساسيات الحالية أو نترك ما مضى للاجتهادات يقدره كل منكم بالشكل الذي يراه تجنبا للحساسيات .

حكاية الانتخابات في ميت طريف 3 776104575

» حكاية الانتخابات في ميت طريف 1
» حكاية الانتخابات في ميت طريف 2
» حكاية الانتخابات في ميت طريف 3 / 1
» حكاية الانتخابات في ميت طريف 3 \ 2
» حكاية الانتخابات في ميت طريف 4