لو كنت رئيسا !!!!!
الزيارات الخارجية التي قام بها الرئيس تنم عن تحركات مدروسة تماما كما هي كل تصرفاته في كافة المواقف الأخرى ، لقد استطاع من خلال هذه الزيارات أن يضع خطوطا واضحة وثابتة لسياسة الدولة المصرية في العهد الجديد مثل :
إنهاء التبعية واستقلال القرار المصري ،
الانفتاح على الجميع شرقا وغربا بما يفيد مصالح مصر وأمتها ،
تحديد الموقف المصري بوضوح من كل القضايا المحلية والإقليمية والدولية دون اعتبار لرضى هذا أو غضب ذاك .
كل ذلك في ثوب من الدبلوماسية الهادئة بعيدا عن التشنج والانفعالات ، دبلوماسية تستحق الإشادة والتقدير من كافة الأطياف ، تتميز بالوعي والعمق الاستراتيجي .
العلاقات المصرية السعودية بالغة العمق لذا ظن البعض أن البدء بزيارة السعودية لم يكن ذا أهمية ، لكن حقيقة الأمر أنها كانت خطوة تعبر عن وضع علاقاتنا العربية قي مقدمة الأولويات ، ثم كانت زيارة إيران بكل ظروفها وملابساتها تعبيرا عن ثاني الأولويات وهو العمق الإسلامي بكل دوله ومذاهبه ، ثم كان الاتجاه إلى العالم غير الإسلامي فكانت البداية من إحدى أكبر القوى في العالم وهي الصين في إشارة واضحة إلى تحرر إرادة مصر من التبعية ورفض التدخل في شئوننا استباقا للزيارة المتوقعة لأمريكا أكبر قوة في العالم ، وستتابع الزيارات من أجل كسر طوق الحماية الذي فرض على مصر منذ سنوات طالت كثيرا.
وأظن أنني لو كنت مكان الرئيس ( لا قدّر الله ) لكنت وضعت في أولوياتي خطوة استباقية أخرى لها دلالات كبيرة وهي زيارة "روسيا" ثاني أكبر قوة في العالم .
لقد استطاع الغرب خداع الاتحاد السوفييتي السابق بدعاوى الديمقراطية والتعاون حتى تمكن من تفكيك حلف وارسو المنافس الوحيد لحلف شمال الأطلسي ، ثم بعد ذلك تفكيك الاتحاد السوفييتي نفسه ، والمحاولات مازالت مستمرة لتفكيك الاتحاد الروسي أيضا ، وقد استشعرت روسيا الذبيحة الخطر الذي يحيط بها فغيرت الكثير من سياساتها الداخلية والخارجية لمحاولة استدراك بعض مافات لحماية أمنها ، وموقفهم من سوريا يسير في هذا الاتجاه بصرف النظر عن وجهة نظرنا نحن في هذا الموقف فهم يرون أنهم يدافعون عن مصالحهم وليس عن النظام السوري للحيلولة دون إحكام أمريكا طوق الحصار حولها وحول الصين ، لذا فروسيا الآن جاهزة للتعاون من جديد مع مصر وسيكون ذلك مغيدا جدا لإعادة تحقيق التوازن الدولي ولو بنسبة محدودة ، وسيساهم في تخفيف الضغوط الغربية على مصر .
مجرد وجهة نظر