المطالب المنطقية !!!!!
تتعالى الصيحات الجوفاء هنا وهناك تحمل تعبيرا فجًّا عن سفاهة أصحابها مطالبة بمطالب غير منطقية ليس من ورائها أي هدف لللصالح العام ، وإنما تهدف فقط للبلبلة وإشاعة عدم الاستقرار ، وحتى لو تحققت هذه المطالب على سفاهتها فإن لديهم قائمة أخرى طويلة من المطالب الأكثر سفاهة للإبقاء على إشاعة الفتنة والفوضى دائما ، أو على الأقل استخدامها كوسيلة للضغط على مراكز القرار لمنع تقدمها نحو تنفيذ برامج التغيير .
والمتابع لهذه المطالب يجدها تتقلب وتتلون ، وتتوافق وتتناقض مع نفسها بحسب مقتضى الحال ، دون اعتبار للمصداقية أو للمصلحة العامة .
لقد دخل حزب الحرية والعدالة الانتخابات كونه الذراع السياسية للإخوان المسلمين معبرا عن برامج وأهداف الجماعة ، ونحن جميعا نعلم ذلك ، واستطاع هذا الحزب أن يتفوق على الجميع ، مما أثار ثائرة السفهاء وارتفعت مطالبهم الجوفاء تطالب الحزب بالتخلي عن جماعة الإخوان وتغيير البرامج والأهداف التي نجح وتفوق بموجبها ، أو كما يقولون خلع عباءة الجماعة ،
الذين يدركون بعضا من المنطق يعلمون أن هذه سفاهة وحماقة ، فإذا افترضنا أنهم استجابوا و خلعوا عباءة القكر الذي اختارهم الناس بموجبه فأي عباءة أخرى يلبسون ؟ هل يلبسون عباءة اليسار مثلا ؟ أم عباءة العلمانيين ؟ فهم في النهاية لا بد أن يلبسوا عباءة ، والعباءة هنا هي برنامج العمل ، أو تراهم يبقون بدون عباءة ويقضونها اشتغالات كما يقولون .
ثم جاءت انتخابات الرئاسة واستطاع نفس الحزب بنفس البرامج والأهداف أن يحقق الفوز لمرشحه رغم الحملة الشرسة الغير عادلة والغير منصفة التي واجهها هذا المرشح ، ومرة أخرى زادت سفاهة السفهاء وراحوا يشنون حملات الإعاقة لوقف تقدم هذا الفريق نحو استلام مقاليد الأمور ، ووضعت أمامهم العراقيل من كل نوع بدءا من إصدار الإعلان الدستوري المكمل ثم افتعال أزمة حلف اليمين أمام الدستورية العليا ثم تصعيد الأزمات الاجتماعية المفتعلة أيضا ، حتى انتهت بمخطط 24 أغسطس الذي خططوا فيه للانقلاب على السلطة الشرعية ، والشهادة لله أن حزب الحرية والعدالة قد تعامل مع كل هذه المحاولات بمنتهى العقل والحكمة حتى قيض الله لهم التمكين وأطاحوا بالرؤوس المدبرة ففشل المخطط فشلا ذريعا .
لكن الأذناب ما زالت تتراقص تراقص ذيل البرص حين يقطع من الجسد ، فما زالوا يرفعون مطالبهم الجوفاء لا يتركون شيئا إلا ويتحدثون فيه ، ولم يبق لهم إلا أن يطلبوا من الرئيس - بوقاحتهم المعهودة - أن يتخلى عن أسرته ، ولن يقنعوا بذلك إن فعل .
في أي بلد في العالم الحزب الذي يفوز بالأغلبية هو الذي يتولى تشكيل الحكومة بشكل منفرد إن كان قد حاز الأغلبية المطلقة ، أو مؤتلفا مع غيره ليكمل الأغلبية المطلوبة ، ويحدد الحزب الفائز سياسة الدولة في كل المجالات وفق مناهجه هو وبرامجه هو طوال فترة تمتعه بالأغلبية ، لكن في مصر بلد العجائب غير ذلك ، قالحزب الفائز لا يحق له تشكيل الحكومة ولا يحق له فرض برامجه على السياسة العامة للدولة وإنما عليه أن يأتي بغيره من أحزاب الأقلية الورقية لتتولى الأمر ويجلس حزب الأغلبية على دكة البدلاء .
أين المنطق أيها السادة ؟
الثلاثاء سبتمبر 04, 2012 1:53 am