شخصيات لا تنسى !!!!
في تاريخ قريتنا شخصيات تميزت بكاريزما خاصة تركت بصمتها في حياة من عاصروهم
ومن هذه الشخصيات التي رأيتها المرحوم الشيخ " محمد السيد نعمة الله " قد لا يسمع عنه أبناء هذا الجيل أو حتى عدة أجيال قبل هذا الجيل ، فهل لديك بعض الوقت لتعرف بعض الشئ عن هذه الشخصية العظيمة التي تعد أحد أكبر عظماء ميت طريف ؟
هذا الرجل كان عميدا لعائلة نعمة الله ، أتيح لي أن أراه في طفولتي كثيرا بحكم أن بيته كان ملاصقا لبيتنا وكان صديقا حميما لعمي الصاوي رحمه الله ، يجلس معه معظم وقته في أحد محلاتنا .
كان رجلا غاية في الأناقة يرتدي الجبة والقفطان والطربوش والعمامة وفي يده عصا من الأبنوس الفاخر لها مقبض من العاج الأبيض على شكل إحدى ملكات الفراعنة ربما تكون نفرتيتي ، ما زالت هذه الصور عالقة بخيالي رغم صغر ستي لأنه كان يداعبني ويعطيني هذه العصا الجميلة ألهو بها قليلا بجوارة وأتأمل في يدها الأنيقة .
كان رحمه الله أحد ثلاثة أخوة في هذا البيت المجاور لنا ، هو والمرحوم أحمد السيد نعمة الله ، والمرحوم عبدالحميد السيد نعمة الله ، تميز هذا البيت بالتقوى والورع ككل البيوت وقتها لكن بجرعة زائدة ، حتى أن إحدى سيداته وكانت تسمى ( رمانة ) رحمها الله زوجة الشيخ عبدالحميد كأني بها لا تفعل شيئا غير الصلاة فقد كانت تأتي كل ساعة تقريبا لتسأل عمي الصاوي عما إذا كان المؤذن قد أذن أم لا لتصلي فلم تكن في المساجد ميكروفونات ولم يكن في البيوت راديوهات .
كان رحمه الله مثقفا جدا يستمع إليه من حوله بانتباه ، وكان من عشاق أم كلثوم يحضر حفلاتها شخصيا ويحجز دائما في الصف الأول ،
من عجائب القدر أنه كان ينازع على ملكية مساحة ألف فدان بعد المحمودية نزاعا قضائيا ، وبالفعل حصل على حكم من المحكمة بملكيته لها ، ولكن شاء الله أن يرفض هو تنفبذ الحكم إلا بعد الحكم له في قضية إيجارها عن سنوات النزاع ، وطالت القضية وضاعت الأرض ، وضاع ريعها ، وما تزال الترعة التي تروي هذه الأرض اسمها ترعة ابوالسيد ، ولو شاء الله واستلم الأرض ثم استمر في قضية الريع لكان أكبر ملاك المحافظة على الإطلاق لكن في النهاية ليس لك إلا قسمة ربك .
كتبت عنه الصحافة وعن قضيته وأطلقوا عليه اسم " المليونير المفلّس "
رحم الله هذا الرجل الجليل هو وأخوته الطيبين وأبدل ذريتهم خيرا مما فقدوا .