رؤية مخالفة !!!!!

رؤية مخالفة

كنت ومازلت من الذين يثمّنُون بقوة الدور التاريخي للقوات المسلحة المصرية ، أتفهّم أسباب انكساراتها وافخر بما حققت من إنجازات وبطولات رغم كل الظروف الغير مواتية في معظم الأحيان ، وأرجع الفضل في ذلك للجندي المصري الفدائي الشجاع الذي أشيدَ به على مر التاريخ من الأعداء قبل الأصدقاء .
ومنذ قيام الثورة وأنا أرفض الاقتراب من القوات المسلحة ، ذلك لأني بالإضافة لتقديري لها أعلم معنى انهيار الجيش في أي بلد ، ونستطيع أن نرى ذلك بوضوح حولنا ، وأعلم أيضا أن تدمير الجيوش العربية هدف استراتيجي لأمريكا وإسرائيل ، ولذلك كنت من الذين تبنّوا وبصدق موقفا هادئا مع المجلس العسكرى حتى لو كان ذلك مقابل بعض التنازلات الثورية عن بعض المطالب والأهداف ( مَرْحَليّا ) مقابل الإبقاء على هيكل الدولة قائما لتفوبت الفرصة على أعداء الخارج ، وما زالت هذه عقيدتي .
ولكن !!!!!
كما أن مصر لا يمكن أن تختزل في شخص أو حزب أو تيار ، وكما أن القضاء الشامخ لا يمكن اختزاله في بعض القضاة الذين قد يكونوا تخلوا عن أمانتهم وشفافيتهم وباعوا ضمائرهم ، فإن القوات المسلحة أيضا لا يمكن اختزالها في مجموعة من القيادات يتحصنون بمكانة الجيش لدى شعبه ، الحديث عن التاريخ والعطاءات شئ والحديث عن الحاضر شئ آخر ، لا أحد خارج دائرة النقد مهما كانت قيمته ، فالجميع في النهاية مسئولون في الدولة لخدمة هذا الوطن ، والشكر والتقدير لمن يؤدي دوره والحساب لمن يهمل أو يتجاوز .
من هذا المنطلق نقول أن موقف المجلس العسكري في بداية الثورة كان عاقلا وحضاريا مما ساعد على نجاح الثورة ، لكن بمرور الوقت بدأ المجلس يواجه المطالب الثورية بالمراوغة والمماطلة ، وبدأت تلوح في الأفق ملامح استمرار سيطرة أركان النظام السابق على مقاليد الأمور ، وبدأ القلق يساور العقلاء من الثوار الذين تبنوا نظرية التهدئة ، وشيئا فشيئا بدأ القلق يتطور إلى مواجهة خلف الأسوار لم يعلن عنها ولكن الجميع يستشعرها ، ثم خرجت هذه المواجهة إلى العلن ببعض قرارات وأحكام على غير مسار الثورة الشعبية ، أيدها المجلس العسكري بل وكفل لها التأمين والحماية ، ليس هذا فقط بل أكملها بإصدار ما سمي بالإعلان الدستوري المكمل الذي رفض شكلا وموضوعا من جميع طوائف الشعب لما فيه من محاولة لفرض وصاية عسكرية على مصر ، هذه المواجهة رغم هول أسبابها نحمد الله أنها ما زالت في إطارات قانونية ، ولكنها في نفس الوقت تضع مصر على حافة مواجهة خطيرة بين القوى الثورية وبين أقطاب الفساد التي تسعى لتزوير إرادة الشعب مرة أخرى بنفس الطريقة في 2010 (كله بالقانون والقانون في إيدينا)
أنا مع عدم المواجهة بالعنف لأن ذلك يضر بمصر ويحقق بلا ثمن لأعداء الخارج أهدافهم فيها ، ولكن لا يمكن القبول بالعودة للوراء مرة أخرى بعد كل هذه التضحيات وستدافع الثورة - من وجهة نظري - عن تضحياتها وأهدافها مهما كان الثمن .
والمجلس العسكري مطالب بأن يحمي إرادة الشعب ولا يسمح بتزويرها حتى لا يشوه صورة القوات المسلحة لدى الشعب ولا يعطى الفرصة لتصنيف قياداته ضمن أقطاب الفساد ، والتاريخ يروي ولا يهمل شيئا ، فأين عبدالحكيم عامر وشمس بدران وابو العز ومرتجي وغيرهم مقارنة بعبدالمنعم رياض ومحمد فوزي والشاذلي والجمسي وغبرهم

» رؤية مخالفة
» رؤية في المشهد الحالي !!!!!!