دلائل الأحداث !!!!

دلائل الأحداث !!!!
تتعاقب المفاجآت في انتخابات الرئاسة كما توقعنا في المقالات السابقة ، وما تزال الأيام المقبلة حبلى بمفاجآت أخرى متوقعة ، وبعض ما حدث من مفاجآت له دلالات تصطدم مباشرة مع ثورة يناير .
فما حدث من محاولة إبعاد صلاح ابو اسماعيل وخيرت الشاطر يعيد إلى الذهن ما حدث في انتخابات الرئاسة الشكلية في عهد الرئيس السابق مبارك ، حيث تم التضييق بكل الوسائل على المنافسين الرئيسيين ، وبدا الأمر وكأنه عملية استكشاف لحجم المنافسة مع جمال مبارك للتخلص نهائيا ممن يحتمل أن ينافس ، وبالفعل ما إن انتهت الانتخابات حتى سارع أمن الدولة بتلفيق قضايا للمنافسين الرئيسيين وزُجّ ببعضهم في السجن لكي يحرم نهائيا من الترشح ، وتم تفجير انقسامات وانشقاقات داخل أحزابهم بواسطة عملاء زرعوا مسبقا داخل هذه الأحزاب لاختراقها انتظارا لأوامر التفجير .
هي لعبة استخباراتية قديمة شاهدناها حتى قبل الانتخابات المذكورة حين تم تفجير حزب العمل برئاسة المهندس ابراهيم شكري وكان أداة التفجير وقتها هو الممثل حمدي أحمد الذي احتل الحزب وقتها وادعى أنه هو الرئيس الفعلي للحزب في تمثيلية أضحكت الشعب لكنها لم تحركه ، وحدثت أيضا في حزب الغد وكان أداة التفجير فيها النائب السابق الممثل رجب حميدة لإبعاد أيمن نور وهو وقتها أكبر منافس ظهر لمنافسة جمال مبارك ، وحدثت أيضا في حزب الوفد وكانت أداة التنفيذ فيها أحد أسلاف الفساد والإقطاع قبل ثورة 1952 وهو محمود أباظة ضد الدكتور نعمان جمعة ثاني أقوى المرشحين للرئاسة ، وحدثت أيضا في حزب الأحرار ( أحد الأحزاب الثلاثة الرئيسية في بداية التجربة الحزبية في عهد السادات ) بعد وفاة رئيسه مصطفى كامل مراد ( أحد الضباط الأحرار ) .
أما عن إعادة ترشيح اللواء عمر سليمان فدلالته أخطر ، لأنه أعاد إلى الأذهان كل أعمال وأساليب النظام السابق ، وقد جاء ترشحه في اللحظات الأخيرة مصاحبا لأحداث مختلفة ظن منها أعوان النظام السابق أنهم قد تمكنوا من بث الروح من جديد في نظامهم بعد أن تصوروا أن محاولات التخريب والوقيعة وشق الصف قد انتجت قناعة لدى الشعب مرة أخرى بأنهم هم الأفضل تحت أي ظروف ، وأنهم تمكنوا من شق الصف بين التيارات الإسلامية بل تصوروا أنهم تمكنوا من شق الصف داخل الإخوان المسلمين أنفسهم ، وهو الفصيل الأكبر ، وتصوروا أن حملة الكراهية التي شنوها لتخويف الشعب من تولي الإسلاميين الحكم ، تصوروا أن هذه الحملة قد آتت أكلها وانهم استطاعوا محاصرة الإسلاميين كما كان في الماضي وأقاموا عازلا كبيرا بينهم وبين الناس ، وأن حملة التشويش التي شنوها أيضا ضد فصائل الثورة الأخرى لتصورهم على أنهم مخربين وعملاء بعد أن دسّوا عملاءهم وسط الثوار لتشويه صورتهم ليقلبوا الشعب عليهم ، وقد توهموا نجاح حملتهم بعد أن سمعوا بعض الهمهمات أن الثورة عطلت الدولة وأثرت على مصالح المواطنين .
نفس الأساليب والوسائل ، لكن أن يحدث ذلك بعد ثورة هائلة لم يمر عليها سوى عام ونيف وما تزال حَمِيّتها متأجّجَة في نفوس أصحابها على جميع أطيافهم ، فهذا يعني في رأيي أنه إما استخفاف بنا أو سوء تقدير من النوع المدمّر لصاحبه ، لأن استمرار هذه الأساليب ببساطة يعني أنه لم تحدث ثورة وأن كل التضحيات التي قدمها هذا الشعب من أجل التغيير قد ذهبت هباء ، وهذا يؤدي بلا شك إلى اصطدام بفصائل الثورة ضد محاولة تسفيههم ، مما سيدفعهم للتوحد من جديد للدفاع عن ثورتهم وعن تضحياتهم ، وليثبتوا أن هدنتهم في الماضي كانت من أجل انتقال سلمي للسلطة حتى لا يستغل الظرف أعداؤنا في الخارج ليدمروا مصر وليس لإعادة تشكيل النظام السابق ، وأن تناحرهم في الماضي كان من أجل صياغة تصور المستقبل الجديد بشكل جديد يساهم الجميع في رسمه .
وها هي رياح الثورة قد بدأت تهب من جديد وتلوح سحبها في الأفق المكفهر تنذر بثورة جديدة قد تتجاوز آثارها ونتائجها كل ما نتوقعه وبعض مالا نريده ، وعلى الجميع أن يظهر أن روح الثورة مازالت تطوف في سمائنا ، وأن من يعتقد غير ذلك واهم .

دلائل الأحداث !!!! Giantup_com133426197627