بقايا النظام !!!

بقايا النظام !!!
استطاعت ثورة يناير 2011 المجيدة أن تصيب النظام السابق بالتصدع والانهيار بشكل لا أعتقد معه إمكانية عودته مرة أخرى على عكس ما يردد البعض أن النظام قد نزعت رأسه فقط لكن الجسد مازال باقيا .
وحتى مع صحة هذا القول فإن هذا الجسد الباقي بلا رأس لا يمكنه النهوض فكيف لمن لا ينهض أن يعود للحياة ، إن أقصى مايمكن لهذا الجسد أن يفعله أن يحتفظ ببعض مظاهر الحياة لفترة لكنه في النهاية يتعفن ويتحلل وينتهي .
وليس للنفايات المتبقية من هذا العفن حولا ولا قوة بالرغم من أن بعض أعضائها قد ظل يتحرك بما يوحي بوجود حياة ، إلا أنها في الحقيقة لا تمثل خطرا على المستقبل ، فحركتها عبارة عن احتضار ما قبل الموت ، وبالتالي فإن بقايا النظام من هذا النوع لا تمثل خطرا كبيرا .
لكن الخوف كل الخوف من بقايا من نوع آخر ، تلك هي بقايا النظام الموجودة في عقولنا ، لقد توارثنا أفكارا ومعتقدات عفنة ما زالت تتحكم في عقولنا وتسيّرنا إلى غير الاتجاه الصحيح فتكون النتيجة أننا نضلّ طريقنا دائما ولا نصل أبدا إلى أهدافنا ، ولو استطعنا أن نخلع في كل يوم نظاما ونأتي في كل يوم بنظام جديد دون أن نتخلص من هذه الموروثات فسننتقل دائما من فساد إلى فساد وندور دائما في هذه الحلقة .
وأسمع كثيرا مطالبات باقتلاع هذا النظام من جذوره ، أما عن اقتلاع النظام فقد تم بفضل الله ثم بفضل ثورة الشعب ، وهذا أمر يمكن تفهمه ورؤيته على أرض الواقع ، فجميع رموز النظام أو أغلبهم قيد الحبس الآن يحاكمون ، وأما عن اقتلاع الجذور فهذا أمر يلزمنا أن نقف عنده ، لأنه حسب فهمي فإن الجذور ليست فقط أعوان النظام الذين دافعوا عنه في الماضي وإن كانوا أكثر من ثلثي الشعب ، لكن الجذور في شكلها الآخر هي تلك الموروثات في عقولنا نحتاج لنزعها حتى يعود شعبنا لصفائه ووطنيته وشهامته وتفانيه .
إن المعركة القادمة هي معركة البناء والتحول ، والبناء دائما لا يكون إلا على أساس نظيف وإلا فسرعان ما سينهار لا سمح الله ، والبناء يحتاج لتآلف وتوحد بحيث لا يرى أحدنا أمامه إلا مصلحة مصر فقط .
وفي ظل كثرة الأحزاب والفرق والمفاهيم والأفكار التي غالبا ما تكون متضاربة فإن استجماع القوى وتوحيد الصف يكون أمرا صعبا خاصة بعد سنوات القحط الماضية ، وأمام هذا التضارب والظروف المحيطة التي تغذيه وتؤججه وتشعل ناره لا أرى أمامي سبيلا يجمعنا ويوحدنا سوى الالتفاف حول راية ديننا الحنيف برسالته الصحيحة تحت مظلة الأزهر وعلماء الدين ، أما ما يردده البعض أنه ليس في حاجة لمن يعلمه دينه فأقول لأصحاب هذا القول أن هذا هو مدخل الشيطان وبداية طريق الضلال ، ولا بديل أمامنا سوى الالتفاف حول علمائنا الأفاضل ليأخذوا بيدنا إلى طريق تطهير النفوس من الأدران التي علقت به لنصل إلى الفلاح والتوفيق والنصر بإذن الله .
اللهم طهر قلوبنا لتليق بحبك !!!!!

بقايا النظام !!! Giantup_com133426197627

» عطوة يبدي رأيه في العفو عن النظام السابق !!!!!