المضحك المبكي !!!!

المُضحك المُبكي !!!
تتواصل هذه الأيام حالة التخبط التي نعيشها منذ فترة ، هذا التخبط الذي يسببه فقدان القدرة على الربط بين القضايا ، وتوجيه كل الجهود إلى كل قضية منفصلة عن بقية القضايا ، دون أن ندرك أن هذا الفصل يؤدي إلى فقدان العمق في الفهم ويؤدي بالتالي إلى الاعتماد على معطيات قاصرة تؤدي بالتأكيد إلى نتائج مشوّهة وقرارات خاطئة متضاربة تكون نتيجتها حالة من التخبط .
ترجمة هذا الكلام تتجسّد بشكل بارز هذه الأيام منذ أن حدثت واقعة مباراة الكرة بين الأهلي والمصري في بورسعيد ، فكيف ذلك ؟
أولا يجب إذا كنا على قدر من الفهم الواعي أن نتفق على أن هذه مباراة في كرة القدم ليس إلا لعبا ولا تزيد عن ذلك ، هي في النهاية مجرد " لعب " وتسلية ، فما الذي حدث في هذه المباراة ؟ يجب أن نسأل هذا السؤال ونحاول الإجابة عليه لكي نفهم حالة التخبط التي نعيشها .
أولا : قتل في هذه المباراة أربعة وسبعون شخصا ، هل يمكن لعاقل أن يتصور أن لعبة للتسلية يموت فيها هذا العدد من البشر .
ثانيا : طرفي المباراة الأساسيين راح كل منهما ينظر إلى الحدث من وجهة نظر فردية عنصرية قاصرة ، ويطالب بتوقيع أقصى عقوبة بالطرف الآخر حتى قبل ظهور نتائج التحقيقات أو يطلب التبرئة أيضا قبل انتهاء التحقيقات .
ثالثا : وسائل الإعلام تولت توجيه الأحداث – كعادتها – نحو أغراض مختلفة ومتعددة بين عنصرية و سياسية وشخصية بل وتخريبية .
رابعا : جماهير مندفعة وراء أهواء قاصرة وهوجاء تطالب إما بالانتقام أو بالتصفية دون أن يدركوا أن هذه فرصة ثمينة للمخربين ليندسوا وسط هذه التجمعات للإثارة والتدمير .
خامسا : أصحاب مصالح يقاتلون بحماس شديد من أجل استمرار ( اللعب ) بصرف النظر عن النتائج حفاظا على الملايين التي يحصدونها ، أو لإدارة معارك وهمية لإسقاط من يختلفون معهم للقفز إلى المقدمة لإشباع نهم الشهرة لديهم .
هذه بعض مكونات المشهد الحالي بالإضافة إلى مكونات أخرى كثيرة ، تتفاعل مع نفسها ولا تتفاعل مع بعضها ، فتشوه الصورة بل وتمزقها ، ولو ترابطت هذه المكونات لجمعها رابط واحد هو " مصلحة مصر " ، وبروز هذا الرابط في المقدمة يجعل المكونات الأخرى تتراجع إلى حجمها الطبيعي وربما تختفي تماما ويبقى اللعب لعبا فقط .
هل يعقل أن يخرج شباب مصر في القاهرة وبورسعيد - بعد أن شارك في ثورة يناير العظيمة – هل يعقل أن يخرج هذا الشباب ليعتصم ويبيت في الطرقات من أجل عقوبات وقعت على أندية تسلية وترفيه ؟ وكأن مشاكل مصر الكبرى قد تم حلها ولم يعد سوى اللعب لنتفرغ لحل مشاكله ، أو كأن مصر بحاجة إلى مزيد من المشاكل إضافة إلى كم المشاكل الهائل الذي يثقلها ويعيق مسيرتها نحو التصحيح .
أفيقوا أيها الشباب وضعوا كل أمر في حجمه ومكانه الطبيعي لننجو من هذا التخبط والتخلف واعلموا أنكم عدة اليوم وحكمة الغد ، ولا يمكن أن تكون عدة مصر وحكمتها مجرد لعب .

المضحك المبكي !!!! Giantup_com13327885657