Alsaid Ebrahim Alsaid الإدارة
عدد المساهمات : 944 تاريخ التسجيل : 04/07/2011
| موضوع: مبارك من المنصة إلى الميدان حلقة 6 الجمعة فبراير 03, 2012 8:08 pm | |
| مبارك وزمانه من المنصة إلي الميدان (الحلقة السادسة) .. فى باريس حكايات أخرى! تعليقات: 30 شارك بتعليقك آخر تحديث يوم الخميس 2 فبراير 2012 - 2:41 م ا بتوقيت القاهرة
مبارك في لقاء مع فرانسوا ميتران محمد حسنين هيكل ربما كان اختيار «مبارك» دون غيره من «المرشحين المحتملين» نوابا لرئيس الجمهورية ــ مفاجئا لى (رغم كل ما كنت عرفته من علاقات سابقة بين الرجلين، خصوصا تلك التجربة المشتركة فى «الخرطوم»!)، لكن احتمال اختياره ــ كما أبدت لى الظروف ــ لم يكن على الأرجح مفاجئا لغيرى. وفى الواقع فإن «احتمال اختياره» تبدَّت له أمامى إشارات عابرة، وفى بعض الأحيان غامضة، وكانت فى مجملها تكشف تباعا لمحات يصعب إهمالها ــ وكانت فاتحة الإشارات ما حدث ذات صباح من يناير 1982 فى قصر «الإليزيه» فى باريس، وكنت على موعد مع «فرانسوا ميتران»، وكانت تلك مقابلتنا الأولى بعد أن أصبح رئيسا لفرنسا. كنت قد عرفت «فرانسوا ميتران» مبكرا عندما كان رئيسا للحزب الاشتراكى، ودعوته لزيارة القاهرة، ولبَّى الدعوة، ومن يوم 25 يناير 1974 ولعشرة أيام كان الرجل ضيفا على «الأهرام» وعلىَّ فى مصر، وبالطبع كنت ألقاه كل يوم تقريبا، كما رتبت أن يشارك فى جلسات متعددة مع خبراء من مركز الدراسات السياسية والإستراتيچية ــ ومع عدد من مفكرى «الأهرام» وقتها، وفى هذه الجلسات جرت مناقشة قضايا عديدة سواء فى السياسة الدولية، أو فى التحولات الكبرى التى ظهرت بوادرها على الأفق مع تلك المرحلة الأخيرة من الحرب الباردة. وقد كتب «ميتران» بعد ذلك فى كتاب له عنوانه «حبة فى السنبلة» ــ فصلا كاملا عن لقاءاتنا معا، وعن الحوارات التى شارك فيها مع من دعوت من زملائى، كما أنه اهتم فى هذا الفصل من الكتاب طويلا بالعلاقة التى رآها بين الرئيس «السادات» وبينى، وكنت قد اصطحبت الزعيم الاشتراكى معى إلى مقابلة معه فى بيته فى الجيزة.
الإهداء الذي كتبه الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران لكتابه (حبة في السنبلة) لمحمد حسنين هيكل وقد خصص فيه فصلاً كاملاً لزيارته لمصر ولقاءاته في ها وترجمة الإهداء: إلي محمد هيكل بصداقة واحترام، وربما تتعرف - كما آمل - في صفحات هذا الكتاب علي لقاءات واهتمامات مشتركة. فرانسوا ميتران وبعد تلك الزيارة إلى مصر أوائل سنة 1974، فإن علاقتى مع «فرانسوا ميتران» توطدت أكثر بلقاءات متكررة فى باريس معظمها فى بيته فى حى «سان چيرمان»، حيث كنا نجلس ساعات الصبح فى مكتبه بالدور العلوى من بيته، ثم نخرج مشيا على الأقدام إلى الغداء فى مطعم «ليب» على ناصية قريبة، ونجلس لحديث يسترسل دون مقاطعة ودون تحفظ.
فرانسوا ميتران ●●● وفى مايو 1981 ــ انتخب «ميتران» رئيسا لفرنسا، ثم وقع بعدها بأسابيع أننى وجدت نفسى فى سجن «طرة» مع كثيرين. ومن وراء الأسوار فى «طرة» تسرب إلينا أن الرئيس «ميتران» اتخذ موقفا معارضا ومعلنا ضد اعتقالات سبتمبر فى مصر، وبلغنا أنه دعا المكتب السياسى للحزب الاشتراكى لاجتماع خاص، وأدان هذه الاعتقالات، ولم يكن «ميتران» يستطع إعلان إدانته لها كرئيس للدولة الفرنسية، وكان حله أن يعلنها كرئيس للحزب الاشتراكى، ووصل إلينا أيضا أن الرئيس «السادات» غضب وهدد بقطع العلاقات مع فرنسا، لأنها تدخلت فى الشأن المصرى، حتى وإن كان رئيس الدولة الفرنسى قد أبدى رأيه بوصفه رئيسا للحزب الاشتراكى!
●●● وهكذا ومع أول رحلة قمت بها لأوروبا بعد الإفراج عنا ــ بعثت إلى الرئيس «ميتران» فى يناير 1982 أبلغه بموعد قدومى إلى «باريس»، ومدة بقائى فيها، تاركا له أن يحدد موعدا نلتقى فيه، ثم كان أن اتصل بى مكتبه يبلغنى دعوة على الإفطار مع الرئيس فى الساعة الثامنة والنصف «صباح الاثنين المقبل». وعلى الإفطار ومع حديث استمر أكثر من ساعة ونصف الساعة، سألنى «ميتران» عن علاقتى بالرئيس الجديد «مبارك»، وهل أنها طبيعية أو عاصفة، كما كانت مع الرئيس «السادات» فى سنواته الأخيرة، وقلت: «إننى التقيت الرئيس الجديد أخيرا ولعدة ساعات، وأنه يبدو لى رجلا معقولا، يستطيع أن يتعلم من منصبه ويكبر فيه» ــ ولاحظت أن «ميتران» يسمعنى مهتما، دون أن يبدو منه رد فعل، وكانت ملاحظته الوحيدة بإشارة سريعة قوله: «على أى حال إن بعض الناس عندنا يعرفونه جيدا». وسألته عما يعنيه بهذه الإشارة، وكان رده بنصف ابتسامة، إيماءة إلى تعبير مأثور عن الكاردينال «ريشيليو» السياسى الأكبر فى بداية التاريخ الفرنسى، وهو تعبير Raison d’etat «أسباب دولة»، وتشعب بيننا الحديث، لكنه لفت نظرى أن «ميتران» ذكر أكثر من مرة بعد ذلك اسم الكونت «ألكسندر دى ميرانش» الذى كان مديرا للمخابرات الخارجية الفرنسية SDECE، وبتجربة صحفى فقد راودنى الإحساس بأن هناك فى باريس مَنْ يعرف أكثر عن الرئيس المصرى الجديد، وأن «دى ميرانش» أحدهم. ●●● وكنت أعرف الكونت «ألكسندر دى ميرانش» من تجربة سابقة رتب لها ــ أيضا ــ رئيس فرنسى (سابق) ــ هو الرئيس «چيسكار ديستان»، الذى قابلته منذ خمس سنوات، وفى صالون نفس المكتب (الذى أقابل فيه «ميتران» الآن). وفى ذلك اللقاء مع «چيسكار ديستان» كنا جالسين فى الصالون الملحق بالمكتب الرئاسى على مقعدين متواجهين وبيننا مائدة للشاى من طراز «لويس الخامس عشر»، وتحت «چيسكار ديستان» رقدت كلبته «أنتيجون»، وقد أراد تبرير وجودها بأنها لا تستطيع أن تبتعد عنه، بل هى دائما وراءه من غرفة نومه إلى قاعة مكتبه، وحين ناولها قطعة صغيرة من فطائر وضعوها فى طبقه، وجد مناسبا ــ فيما أظن ــ أن يشرح لى مبررا إضافيا لحضورها قائلا: «هى لا تتكلم، وإخلاصها بغير حدود وكتمانها مضمون ومأمون» ــ ثم أضاف: إن ذلك الإخلاص المتجرد نادر فى العلاقات بين البشر!!). وطال الحديث وتشعَّب وبدا لى أن الرئيس «ديستان» مشغول بأفريقيا، وحديثه مركز عليها، واعتقاده أن تغلغلا شيوعيا يتسرب حثيثا إليها، ثم إلحاحه: «أن العرب يجب أن يتمثَّلوا خطورة الأوضاع فى أفريقيا، لأن التحدى الذى يواجهه العرب والغرب معهم ــ تحدٍ خطر!!». وأسهب الرئيس «ديستان» فى الشرح: «1ـ قناة السويس مازالت مغلقة، رغم انتهاء حرب «يوم الغفران» (هكذا وصف الرئيس الفرنسى حرب أكتوبر). 2ـ وإمدادات النفط من الخليج تضطر للدوران حول أفريقيا عن طريق «رأس الرجاء الصالح» لكى تصل إلى أوروبا وإلى أمريكا. وأمريكا تستطيع أن تستغنى عن البترول العربى مؤقتا، وأما أوروبا فذلك بالنسبة لها مستحيل. ودوران ناقلات البترول حول أفريقيا على الممرات البحرية المحيطة بالقارة مكشوف أمام نشاط سوڤييتى يتغلغل فى القارة بجهد يزيد، خصوصا فى القرن الأفريقى، وبالتحديد فى أثيوبيا (وكان نظام «منجستوهيلا مريم» يحكمها وهو لا يخفى هويته الشيوعية). 3 ــ وأوروبا لا تستطيع أن تقبل هذا الانكشاف للممرات البحرية التى تسير عليها ناقلات البترول الغربية. وبما أن فتح قناة السويس أمام ناقلات البترول مازال معلقا، لأنه مرهون باتفاقيات سلام بين مصر وإسرائيل مباشرة، وبين العرب وإسرائيل بطريق غير مباشر ــ إذن فإن الضرورات تفرض الحد من النفوذ السوڤييتى داخل القارة بكل الوسائل. 4 ــ إن فرنسا اهتمت منذ «ديجول» بوجود سياسى فرنسى ومؤثر فى القارة يحفظ مصالح كثيرة، ويحفظ كذلك صلات حضارية لها قيمتها، وذلك ما دعا «ديجول» إلى إنشاء منظمة «الفرانكفونية»، لكن هذه المنظمة قاصرة فى فعلها السياسى على عكس منظمة «الكومنولث»، لأن الأقاليم الإنجليزية من أفريقيا (يقصد الدول الأفريقية التى كانت تخضع للاستعمار البريطانى، والتى اعتمدت اللغة الإنجليزية)، انضمت إلى «الكومنولث» البريطانى (وهو تنظيم اقتصادى)، فى حين أن فرنسا اختارت الثقافة رابطا عن طريق منظمة «الفرانكفونية»، باعتبار اللغة الفرنسية أساسا مشتركا، لكن «الفرانكفونية» غرقت فى الأدب والثقافة، ونسيت الإستراتيچية والسياسة، ربما تحت تأثير «سنجور» (زعيم السنغال)، ويستدرك الرئيس الفرنسى: لا تنس أن «سنجور» شاعر! ـ وإذا كان ذلك، فقد كانت تكفينا عضوية «اليونيسكو» (منظمة الثقافة والعلوم)، دون داعٍ لـ «الفرانكفونية» ــ وسألنى «جيسكار ديستان» إذا كان عندى ما يمنع من مقابلة «ألكسندر دى ميرانش»، مع العلم بأنه مدير المخابرات الخارجية الفرنسية، لأنه الرجل الذى يعرف أكثر من غيره عن الخطر السوڤييتى فى أفريقيا، وطرق التصدى له! ــ (وكانت تلك أول مرة أسمع فيها اسم الرجل أو أعرف شيئا عنه). وقلت «إننى أقابل كل من أستطيع أن أعرف منه جديدا».
●●● وعلى أى حال فقد انتهت مقابلتنا يومها، بأن قال لى الرئيس «ديستان»: إنه سوف يطلب إلى «ألكسندر»، وهو يقصد الكونت «ألكسندر دى ميرانش» أن يتصل بى فى الفندق الذى أقيم فيه. وكذلك قابلت «دى ميرانش» لأول مرة، ومن المصادفات أننى عرفت منه قرابته (ابن عم) لصديقة قديمة هى الكونتيسة «تيريز دى سان فال» وهى ــ وقتها ــ مديرة النشر فى «فلاماريون» أكبر دور النشر فى فرنسا، وهى تحوز حق نشر كتبى فى اللغة الفرنسية. وعندما جاء «دى ميرانش» إلى لقائى فى فندق «الكريون» (الذى كنت أقيم فيه)، إذا هو يدعونى إلى صالون حجزه فى نفس الفندق لكى نتحدث بعيدا عن الجالسين غيرنا فى صالون «الإمبراطورية» حيث انتظرته، وظهر أن أحد مساعديه رتب ــ حيث حجز ــ شاشة عرض ظهرت عليها خريطة أفريقيا وخطوط طرق الملاحة البحرية حولها، مع بيان لعدد وحمولة ناقلات البترول التى تتقاطر على مسالكها كل يوم. وجلسنا أمام الشاشة الكبيرة، وراح «دى ميرانش» يشرح والخرائط على الشاشة تتغير، وبعض الصور تظهر ومعها لمحات من وثائق وجداول وأرقام، متوافقة مع سياق العرض!! ــ وكان «دى ميرانش» يتدخل بين الحين والآخر بتعليقات فيها التركيز الشديد على أن فرنسا مازالت قوة كبرى، حتى وإن قبلت باستقلال مستعمراتها!! ــ وأن أفريقيا مازالت تهمها (وهى لا تستطيع أن تنسحب منها كما فعلت فى آسيا عقب استقلال «ڤيتنام»). ــ وأن «فرنسا» دولة متوسطية لا تقبل بأى خطر يهدد المتوسط ــ والمتوسط هو «سقف» أفريقيا!! ●●● وانتهى العرض وراح «دى ميرانش» يتوسع فى الشرح بأن «فرنسا» هى أكبر مستهلك للطاقة فى القارة الأوروبية، وهى لا تملك مباشرة نفوذا على مصادرها فى الخليج، ولذلك فإن حياتها وحياة المجتمع الأوروبى الذى تنتمى إليه معلقة على بتروله، وهى تعتبر نفسها شريكا رئيسيا فى تأمينه، وفى ذلك فإنها تتعاون مع عدد من دول المنطقة، وقد أنشأوا معا «تعاون فعل» (Cooperation D’action). أضاف «دى ميرانش» أنه من حسن الحظ أن بعض القوى المعنية فى الشرق الأوسط دخلت مع فرنسا فى هذا «التعاون فى الفعل»، وأن «فرنسا» هى التى أقنعت أمريكا وإسرائيل بأن لا تدخلا ضمن مجموعته، حتى لا تؤثر شكوك العرب فيهما على صدق «تعاون الفعل»، بل وقع الاتفاق على أن تكون كلاهما ــ الولايات المتحدة وإسرائيل ــ على علم ــ ومن مسافة بما تقوم به المجموعة، وهذا ضرورى حتى لا يحدث صدام بين الخطط فى الظلام. وقال «دى ميرانش»: «إنهم اختاروا للمجموعة عنوان «سفارى» (السفر فى الغابات)، لأن نشاط المجموعة الأصلى فى أفريقيا، وقد اختاروا اسما رومانسيا «بالكود» لا يستطيع تحديد معناه أحد إلا إذا كان طرفا فى اللعبة!! وأضاف «دى ميرانش» أنه من حسن الحظ أن رجالا مثل الملك «الحسن» (فى المغرب)، والملك «فيصل» (فى السعودية)، والشاه «محمد رضا بهلوى» (فى إيران)، والرئيس «السادات» (فى مصر) ــ توفر لديهم بُعد النظر والجسارة لكى يتعاونوا مع فرنسا فى هذه المهمة التى تعنيهم وتؤثر على مصالحهم الحيوية!!
الملك الحسن واستطرد «دى ميرانش» إلى تحديد المخاطر التى تهدد أفريقيا، بلدا بعد بلد، وكان تركيزه على القرن الأفريقى واضحا، وبعده على الكونجو وأنجولا. وقال «دى ميرانش»: هذا فى الواقع «تعاون فعل» إستراتيچى، يحقق مصالح مشتركة، ولذلك فإن تنفيذه تم بمعاهدة خاصة ومغلقة بين الدول الخمس.
الملك فيصل وسألته ــ دون تعليق حتى لا أصد تدفقه فى الشرح ــ عما إذا كانت الدول العربية التى وقَّعت على الاتفاق (فى الواقع معاهدة) تعرف أن هناك تنسيقا مع الولايات المتحدة ومع إسرائيل، وكان جوابه دون تردد: «إنهم بالطبع يعرفون، لكننا أعفيناهم جميعا من الحرج، وعهدنا بالتنسيق مع أمريكا إلى «إيران»، ثم إن الولايات المتحدة فى إطار علاقاتها الخاصة مع إسرائيل تتولى إحاطتها علما بما يصح لها أن تعرفه!».
●●● وكان «دى ميرانش» يظهر اهتماما خاصا بالسعودية، لاعتقاد عنده ــ أفاض فى شرحه ــ بأن الإسلام يجب أن يلعب دورا أساسيا فى حماية النفط، وكان قوله «إنه من حسن الحظ أن أكبر منتج للنفط هو نفسه بيت الأماكن المقدسة لدى المسلمين، و«فرنسا» لا ترى على الإطلاق صداما بين الإسلام وأوروبا، وبالعكس فإن «فرنسا» من أنصار حوار أديان بين الإسلام والغرب، وقد بدأوا بالفعل جهودا مشتركة مع علماء السعودية، وهذه الجهود تلقى تشجيعا من مصر (وكان ذلك صحيحا وإن كان علماء السعودية قد استشعروا الحرج من هذا الحوار، وكان أن أحد مشايخ الأزهر السابقين تحمس لمواصلته فى مصر، وأنشأ فى تلك الجامعة الإسلامية العريقة (الأزهر) مركزا خاصا لهذا الحوار!). كان رأى «دى ميرانش» وقد قارب على نهاية عرضه «أن المفكرين العرب لابد لهم أن يساعدوا على تفاهم حضارى، بين روح الإسلام وروح أوروبا». أضاف أن «مصر» لها جهود سابقة فى هذا المجال منذ «ذهاب نابليون بونابرت» إلى مصر، وصحيح أن جهود مصر السابقة كانت مدفوعة بمطلب التنوير، إلا أن إرث الثقافة لابد أن يؤدى إلى حماية المصالح الحية لأصحابه»!! وكنت أسمع باهتمام متفكرا فى مقدرة الدول الكبرى على عرض مصالحها الدائمة فى ظروف متغيرة، وكيف تغطى فعل حرب خفية فى الواقع بغطاء الثقافة والحضارة ــ وحتى الأديان!! (ثم لقيت «دى ميرانش» مرة ثانية بعد ذلك فى مكتبه، وكان هذه المرة قد أضاف إلى اهتمامه بأفريقيا اهتماما مستجدا بأمريكا الوسطى وبكوبا). ●●● ومرت سنوات وتغيَّر ساكن قصر «الإليزيه»، وخرج «ديستان» ودخل «ميتران»، وجاء لقائى معه الذى أشرت إليه قبل قليل، والذى تحدَّث فيه بغموض عن «الذين يعرفون مبارك»، وعن مصلحة الدولة Raison D’Etat، وتردَّد فيه اسم «دى ميرانش» أكثر من مرة، وكذلك تصورت أن أحاول لقاءه مرة ثانية، وتوافقت الظروف مع المطالب فإذا بـ«دى ميرانش» نفسه يحاول مقابلتى، وكان وسيطه هذه المرة «ابنة العم» كما يسميها ــ الكونتيسة «تيريز دى سان فال» (مديرة النشر فى مؤسسة «فلاماريون»)، والتى اتصلت بى تقول «إن ابن عمها يرغب فى لقائى، لأنه يريد أن يصحح لى بعض ما نشرته فى كتابى عن الثورة الإيرانية «عودة آية الله» The Return of Ayatollah. وكانت بعض الفصول من الكتاب قد بدأ نشرها فى جريدة «الفيجارو»، تمهيدا لصدوره عن دار «فلاماريون» ــ وكنت فى ذلك الكتاب قد خصصت فصلا كاملا تعرَّض لأول مرة لسر مجموعة «السافارى»، فقد اطلعت على نصوص المعاهدة التى أنشأت المجموعة، وكان اطلاعى عليها فى قصر «نياڤاران»، حيث المقر الرسمى لعمل ومعيشة شاه إيران، وكان «آية الله الخمينى» قد وجَّه بتسهيل اطلاعى على ما أريد من وثائق العصر الذى قامت الثورة الإيرانية لإسقاطه! وكانت وثيقة إنشاء المعاهدة وتوقيعها فى اجتماع خاص عُقد فى «جدة»، وقد نشرت أهم نصوصها فى الكتاب، ومع النصوص أسماء من وقَّعوا عليها نيابة عن رؤسائهم، وكان نشر الأسماء قد أحدث ضجة كبرى ذلك الوقت، فقد كان الموقِّعون المفوضون خمسة: ــ الكونت «دى ميرانش» نفسه (مدير المخابرات الخارجية الفرنسية) ــ عن الرئيس «ديستان». ــ و«كمال أدهم» (مدير المخابرات العامة السعودية ـ عن الملك «فيصل»). ــ والچنرال «أحمد الدليمى» (مدير المخابرات المغربية ــ عن الملك «الحسن»). ــ والچنرال «نعمة الله ناصري» (مدير الساڤاك ــ المخابرات الإيرانية ــ عن الشاه «محمد رضا بهلوى»). ــ ثم الدكتور «أشرف مروان» (مدير مكتب الرئيس للمعلومات ــ عن الرئيس «أنور السادات»). ●●● والآن كان الموضوع الذى تضايق منه «ألكسندر دى ميرانش» وجاء يطلب تصحيحه، هو ما قلته عما جرى لأحد نوابه، وكيف سُرقت منه حقيبة أوراقه أثناء مروره من مطار «الدار البيضاء» عقب اجتماع سرى فى المغرب، ثم إن هذا الچنرال جرى لومه على أن عملاء سوڤييت (بالطبع ــ ومن غيرهم؟!!) استطاعوا أن يسرقوا حقيبة أوراقه، وفيها أسرار مهمة، وكنت فى الكتاب قد أضفت أن الچنرال الفرنسى المسئول جرى قتله بعد ذلك، وقيل إن ذلك كان عقابه!! وكان ما ضايق الكونت «دى ميرانش» أن ما قلته فى الكتاب قد يوحى بأنه هو «دى ميرانش» ــ رئيسه المباشر ــ مَنْ أصدر الأمر بتصفيته عقابا له، والآن كان «دى ميرانش» يطلب منى أن أضيف توضيحا إلى الطبعة الفرنسية من الكتاب (على الأقل)، وقد عرف من ابنة عمه (الكونتيسة «دى سان فال» ــ مديرة النشر فى «فلاماريون») أنه على وشك الصدور، وإلا فإنه سوف يضطر آسفا إلى رفع قضية «قذف» على «فلاماريون» كناشر للكتاب، وعلىَّ معها كمؤلف له!! وكان «دى ميرانش» فى ذلك الوقت، ومن قبل دخول «فرانسوا ميتران» إلى قصر «الإليزيه» قد اعتزل منصبه! والآن أصبح حرا، وانفكت إلى حد ما عقدة لسانه، بل إن حديثه أصبح أكثر تدفقا وحيوية. ●●● والتقينا ومعنا فى بداية اللقاء ابنة عمه «تيريز دى سان فال»، وكنا هذه المرة جالسين فى ركن على بركة السباحة فى حديقة فندق «ريتز» فى ميدان «فاندوم» الشهير، بعامود الصلب الذى صنعه «نابليون بونابرت» من المدافع التى غنمها فى معركة «استرليتز»!! ومع أن موعدنا كان العاشرة صباحا، فقد أدهشنى أن «دى ميرانش» وقد سألته إذا كان يريد فنجان قهوة، أنه أجاب بسؤال عما إذا كان يضايقنى أن يطلب كأسا من «الويسكى». وربما بتأثير ذلك الغموض فى إشارة الرئيس «ميتران» قبل أيام إلى أن هناك «عندنا من يعرفون الرئيس المصرى الجديد»، ثم تردد اسم «دى ميرانش» بعد ذلك مرتين على الأقل، أننى سألته مباشرة: ــ يظهر أنك تعرف رئيسنا الجديد، كذلك أحسست من إشارة أثناء لقاء مع الرئيس الفرنسى «ميتران» أول هذا الأسبوع. ونظر إلىَّ «دى ميرانش»، وعيناه تلمعان: ــ طبعا.. طبعا أعرفه، لقيته فى إطار مجموعة «السافارى» التى أذكر أننى حدثتك عنها قبل سنوات. فى البداية: كان «أشرف مروان» هو الذى يمثل الرئيس «السادات» فى المجموعة. وبعد سنتين غاب «أشرف مروان» وحل محله «مبارك»! ●●● ثم راح «دى ميرانش» يتحدث منطلقا فى الحديث، وربما طمأنه أنه الآن عرف أننى على اتصال برئيسين فرنسيين: «چيسكار ديستان»، والآن «فرانسوا ميتران». وتحدَّث «دى ميرانش» عن نشأة المجموعة، وكيف أنها بدأت فى منتصف السبعينيات، وبعد سقوط الرئيس «ريتشارد نيكسون» بسبب فضيحة «ووترچيت» سنة 1974، وبسببها ــ أيضا ــ فإن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (C.I.A) وهى العملاق الأكبر فى عالم المخابرات تعطَّلت، لأنها أصبحت موضع تحقيقات واسعة فى الكونجرس، بعدما ظهر تورطها فى العمل داخل الولايات المتحدة نفسها، على عكس قانونها ــ ثم زاد أن الرئيس الأمريكى الجديد ــ بعد خروج «نيكسون» من البيت الأبيض ــ وهو الرئيس «جيرالد فورد» قرر هو الآخر إنشاء لجنة خاصة ــ رأسها نائبه «نلسون روكفللر» ــ للتحقيق فى تجاوزات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التى طال لهذه الأسباب تعطلها، خصوصا بعد أن قام الكونجرس بتجميد الاعتمادات المالية المرصودة لها. ويستطرد «دى ميرانش»: «وفى ذلك الوقت وجدنا أننا من المحتم علينا أن نتحرك على مسئوليتنا، ودعونا أصدقاءنا وأصدقاء الولايات المتحدة كى يتعاونوا معنا، وكانت المملكة العربية السعودية جاهزة بالتمويل، وكنتم أنتم فى مصر مستعدين بمعسكرات التدريب، وكان المغرب مستعدا بعناصر بشرية، وكان شاه إيران داعما بكل الوسائل (At large). وكان «أشرف مروان» ممثل مصر، ثم اختفى ــ كما قلت لك ــ وظهر «مبارك» نائب الرئيس. ثم توقف «دى ميرانش» بطلب كأس آخر من الويسكى، ثم استأنف حديثه: ــ «تسألنى عن «مبارك» ــ أعرفه ــ أعرفه طبعا يا صديقى، كان معنا فى جلسات «السافارى»، حيث عقدناها فى «جدة» مرات، وفى «القاهرة» مرات، وفى «طهران» مرات، وفى «المغرب» مرات، لكننا لم نعقد اجتماعات كثيرة فى «فرنسا»، حتى لا تتصور واشنطن أننا نريد هيمنة على المجموعة. كانت الـ C.I.A حساسة جدا، مع أننا كنا نطلعهم على كل شىء، وكانوا يقومون بإطلاع إسرائيل التى طلبت أن تشارك فى نشاطنا، لأن لها موارد مخابراتية لها قيمتها فى أفريقيا، ولكننا اعتذرنا عن طلبها حتى لا تشعر السعودية بالحرج، ولم يكن هناك حرج لدى المصريين ولا لدى المغاربة، فلديهم علاقات مباشرة مع إسرائيل!». وعاد «دى ميرانش» إلى ذِكر «مبارك»: «نعم.. نعم أعرفه، كان معنا لسنوات». وارتكبت خطأ فيما أظن، فقد سألته عن مجال ما كان «مبارك» مهتما به، ويظهر أن السؤال أثار لديه طبائع رجل المخابرات، فقد توقف متحفظا «بأنه لا يستطيع أن يدخل فى تفصيل عمليات بالذات!». وبينما كان لقاؤنا يقارب نهايته، أضاف «دى ميرانش» لمحة أخرى عن «مبارك» ـ فقد قال: «أنه «تابَع» «مبارك» منذ أن ظهرت صورته لأول مرة «أمامهم» فى أجواء صفقة طائرات «الميراچ» التى عقدتها ليبيا مع فرنسا سنة 1971، وهى صفقة كبيرة حجمها 106 طائرات». وقال «دى ميرانش»: «كنا نعرف أن ليبيا تعقد هذه الصفقة لصالح مصر ولمساعدتها فى حرب 1973، ولذلك رحنا نراقب باهتمام، وفى الواقع فقد رصدنا وفد المفاوضات الذى بدأ التفاوض فى الصفقة مع شركة «طومسون» وكانوا جميعا ضباطا من سلاح الطيران المصرى «أعطوهم» جوازات سفر ليبية لإقناعنا أنهم ليبيون، لكننا عرفنا حقيقة أمرهم» ــ أضاف «ذلك لم يعد الآن سرا». واستطرد «دى ميرانش»: «فى هذا الوقت لمحت «مبارك» لأول مرة، فقد حدث خلاف بين بعض الذين شاركوا فى مفاوضات عقد الصفقة، وكانوا قد تركوا سلاح الطيران المصرى وكوَّنوا شركة بينهم، ثم اختلفوا واشتد خلافهم لأسباب، وظهر «مبارك» يصالحهم مع بعضهم بالحرص على علاقاتهم معا، وهم فى الأصل من ضباطه، وكان علينا أن نرصد كل شىء، لأن الصفقة كلها أحاطت بها ظروف غير عادية!! وأحسست أن «دى ميرانش» عاوده حذر رجل المخابرات القديم، فتوقفت ولم أشأ أن أعلِّق بكلمة!! ●●● ولم أزد وبدا لى أنه لن يقول أكثر مما قال، ومع ذلك فإن «دى ميرانش» راح يردد اسم «مبارك» ويضيف وبنبرة دهشة لم يستطع إخفاءها، يقول: «هل ترى الأقدار؟! أنا أجد نفسى الآن فى التقاعد، وزميلى السابق فى «مجموعة السافارى» على رئاسة الدولة المصرية!!». ويضيف: و«أنا ختمت حياتى العملية فى الظل، وهو الآن يبدأ صفحة جديدة تحت الأضواء الباهرة!!». ويزيد بصيغة التعجب: «مقادير.. مقادير يا عزيزى!!». ●●● ومن الغريب بعدها ــ وهذه إضافة بالزيادة ــ أن التفاصيل سعت إلىَّ بعد ذلك، وبنفسها، فقد حدث فى سبتمبر 2008 أننى كنت فى «باريس»، والتقيت مصادفة فى صالة فندق «بريستول» بالسيد «عبد السلام جلود»، الذى كان رئيسا لوزراء ليبيا بعد ثورة سبتمبر 1969 (وكان «جلود» فى زمانه هو الرجل الثانى فى قيادة الثورة بعد «معمر القذافى»)، وكنت فى صالة «البريستول» أنتظر ضيفا موعده بعد نصف ساعة، ودعوت «جلود» للجلوس فى الحديقة الداخلية للفندق، وراح «جلود» يحكى، وتطرَّق إلى صفقة «الميراچ» مع فرنسا، مؤكدا أن قيمتها كانت 4 مليارات دولار، ثم استطرد فى التفاصيل، ومن حسن الحظ أن هذا الجزء من الحديث جرى أمام شاهد هو ضيفى الذى كنت أنتظره أصلا، وهو الدكتور «غسان سلامة» (المفكر اللامع ووزير الثقافة اللبنانى الأسبق، وهو الآن أستاذ فى جامعة «باريس»)، ودعوته للجلوس مع «عبدالسلام جلود» وسألنى «جلود» بعد أن قدمت إليه ضيفى همسا: «هل تثق فيه»؟!! – وأكدت له ثقتى فى «غسان سلامة»، واستأنف «جلود» واستفاض فى الحديث، لكنى لا أستطيع أن أنقل كثيرا مما سمعت، فليس لدىَّ مصدر ثانٍ يؤكد ما رواه، وفى أصول المهنة كما أعرفها أننى إذا لم أشهد بنفسى وقائع ما أتحدث فيه، فمن الضرورى تأكيدها قبل نشرها بشهادة مصدر ثانٍ، ولم أجد مصدرا ثانيا لما سمعت وقتها فى صالون فندق «البريستول»، وعلى أية حال فإن «عبد السلام جلود» يستطيع تفصيل روايته إذا شاء!! الحلقة القادمة: هل كان واردا أن يتحول حسني مبارك إلي هاري ترومان مصري؟ .. مبارك يطلب من سراج الدين وزيراً يصلح للداخلية الحلقات المنشورة: الحلقة التاسعة .. منحنى على النهر! الحلقة الثامنة .. هواجس قديمة وجديدة!!! الحلقة السابعة .. لا مؤاخذة !! الحلقة السادسة .. فى باريس حكايات أخرى! الحلقة الخامسة .. وللحديث بقية ! الحلقة الرابعة .. لقاء الست ساعات! الحلقة الثالثة: سؤال واحد وأجوبة كثيرة الحلقة الثانية: كيف تم اختيار (حسني مبارك) نائباً للرئيس .. ولماذا؟ الحلقة الأولى: (مبارك وزمانه .. من المنصة إلى الميدان) تابع المزيد من الشروق على فيسبوك تويتر يوتيوب تعليقات 30إظهار التعليقات بــ الأحدث الأكثر شعبية كتب ناصر |لقد تم تجنيد السادات قبل مبارك من قبل كمال أدهم فى السى اى ايه الأربعاء 1 فبراير 2012 - 6:14 م أعجبنى1 لعب كمال أدهم مستشار الملك فيصل دورا خطيرا وقذرا فى تاريخ مصر ..قرأت وأنا خارج مصر أن عبد الناصر أرسل السادات ليرأس وفد مصر فى أول مؤتمر اسلامى وهناك تعرف السادات على كمال أدهم مستشار الملك فيصل حيث تم تجنيده أى السادات للعمل فى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ..ويلاحظ أن زوجة كل من السادات ومبارك من جذور انجليزية.. كما أن السادات كانت له اتصالاته من قبل مع ألمانيا قبل ثورة 1952 .. أحيى أستاذنا الكبير هيكل فقد ظللنا لسنوت نتعلم ونعرف منه ما نجهل ..متعه الله بالصحة وبارك فى عمره وشكرا للشروق كتب أ.د.عبد المنعم عثمان |الحاكم الظالم الإثنين 30 يناير 2012 - 11:05 م أعجبنى0 ماحدث لحسنى مبارك هو رسالة لكل حاكم ظالم ومافعله الشعب المصرى هو نموذج مثالى وأجابة واضحة لسؤال لماذا تثور الشعوب؟؟ وسوف تسجل هذه الثورة فى سجل التاريخ بحروف عريضة كنموذج فريد للثورات أما كاتبنا العجوز والذى كنت أقرأ صفحته دائما وأنا شاب (بصراحة) فى جريدة الأهرام والتى كانت بلا صراحة وخداع من أجل الحاكم العسكرى الذى أدخلنا بغبائه السياسى والعسكرى فى هزيمة تاريخية .فأقول له بكل أدب لقد أكلت على كل الموائد. وجاء الوقت لتصمت . كتب assem4 |lمقال ممتع.. الأحد 29 يناير 2012 - 11:54 ص أعجبنى4 امد الله في عمركم كاتبنا الكبير كتب حازم |الشياطين الخرس السبت 28 يناير 2012 - 12:29 م أعجبنى1 اين كان كاتبنا العتيد خلال ثلاثين سنه؟ لقد صدع رؤوسنا باسماء وزراء خارجيه بريطانيا وامريكا وفرنسا من خلال برنامجه في الجزيره فكان يبدأ بموضوع ويتشعب الى متاهات حتى ينسينا الموضوع الاصلي الم يتساءا احدكم كيف غيب نفسه هذه المده وهو الانسان المكشوف عنه الغطاء؟ انا احب هيكل واحترمه وقرأت اغلب ما كتب اعيب عليه الانتقائيه في زمن كنا احوج الناس لكلمته التي غيبها عنا وجعل الاشيف مادة لكتاباته واحاديثه حتى ذهب مبارك وذهب من قبله السادات ارجو احترام عقلية القارئ المنكوب بالشياطين الخرس حمى الله مصر كتب السيد بلاسى امام عيسى |مبارك وزمانه من المنصه الى الميدان السبت 28 يناير 2012 - 7:39 ص أعجبنى4 ان ما اثاره الكاتب الكبير حول شخصية مبارك يجب الاهتمام به فمبارك كان شخص غريب فى تاريخ مصر كيف اتى ولماذا تحمله الشعب المصرى ثلاثون عام لابد من متخصصون فى علم النفس والاجتماع والانثر بولوجيا يهتمون بدراسة تلك الفترة فى تاريخ مصر حتى تتحول الى خبرة فى ذاكرة الشعب وكيف لا يمر شعب عظيم فى تاريخه بمثل هؤلاء الاشخاص الذين يعتلون العروش عن طريق المؤمرات واعتقد ان سيكوباتية مبارك تستدعى منا الاهتمام بفترة حكمه. كتب أحمد صقر |قراء ة (هيكل )متعة ذهنية وأدبية تكرار قراءتها تضيف جديدا فى كل مرة الجمعة 27 يناير 2012 - 10:43 ص أعجبنى8 أذكر ان الرئيس السادات الله يرحمه أطلق فى خطاب مذاع على (الاستاذ) لقب (صديق الرؤساء )بعد أن أعتقل صمن إعتقالات سبتمبر 81 من كثرة مناشدة رؤساء حاليون (وقتها)وسابقون بالافراج عنه و إدانة البعض لقرار الاعنقال -إنظر الى من يقابلهم هيكل على مسنوى العالم وأنظر الى كتبة التى تصدر الانجليزية وتترجم الى لغات العالم وأسعد بمصر التى أنجبت هذه الشخصية الفريدة التى نفخر بأننا عاصرناها . كتب محمد مطاوع |كلكيت ثاني مرة نادي السفلرس وتذكير بعنوان خاطئ من كتب هيكل الجمعة 27 يناير 2012 - 9:21 ص أعجبنى7 ي كل إخواننا المعلقين الذين يريدون معرفة الكثير عن نادي السفاري وباعتباري من المدمنين لقراءة كتب ومقالات الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل أحيلهم علي الكتاب البديع لهيكل بالنسخة العربية (( مدافع آية الله قصة إيران والثورة )) بالإنجليزية The Return of Ayatollahأو الكتاب الممتع بالنسخةالعربية (( حرب الخليج أوهام القوة والنصر )) المترجم بالنسخة الإنجليزية بعنوان illusions of truimph وهذا الكتاب من أعظم ما كتبه هيكل من وجهة نظري الشخصية من ناحية صياغته الأدبية وتحليلاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإستراتيجية وغزارته المعلوماتيه ففيه مثلاً فصل عن البترول توقع فيه كل ماحدث من ارتفاع متفاقم في أسعاره علي الرغم من ان توقيت تأليف الكتاب لا ينم علي هذا التوقع و باختصار شديد نادي السفاري هو منظمة شاركت فيها المخابرات الأمريكية مشاركة فعالة بالإضافة إلي الدول العربية الأعضاء الذين ذكرهم هيكل في هذا الكتاب بغرض مساعدة حلف بغداد المُؤسس لمواجهة المد الثوري العربي ومكافحة الشيوعية بقي أن أَذٌكر الكاتب الكبير ـ كما أسلفت في تعليقي آنفاً بأن الكتاب المؤلف عن إيران كانت ترجمة عنوانه بالعربية ( مدافع آية الله قصة إيران والثورة ) وليس (عودة آية الله ) كتب السويسي |إجابة على سؤال الأستاذ مهيب عبد الرحمن. الجمعة 27 يناير 2012 - 7:28 ص أعجبنى9 الأخ مهيب عبد الرحمن، وأنا قدر لي أن أغترب مثلك تماما من يوم 13 يونيه 1981 كما حدث لكثير من إخواننا وذلك نتيجة لعوامل عديدة ممتدة منذ أمد في التاريخ المنظور لمصر ونتيجة لسوء تقدير حاكميها لشعبها ومواردها وعمالتهم لعدوها ودكتاتوريتهم وعدم خوفهم من الله تعالى (عليهم من الله مايستحقون). إجابة على سؤالك أيها الأخ الكريم وهو "كيف استطاع هذا النظام وعلي راسه هذا الرجل يحكم مصر 30 عاماا دون ثورة , او انتفاضة كبيرة؟" هو أن هذا المخلوع العميل وبطانته من العملاء ممن إجتباهم واصطفاهم حوله وبمعاونة أعداء الله والوطن والإسلام قد تفننوا في تحييد عقول الناس وتجميدها وذلك بافتعال وسائل شيطانية لإلهاء الناس وتجهيلهم والخروج من حين لآخر بقضية تافهة لاتعني الناس في شيئ، ومن أناس سفهاء جهلاء تافهين لا قيمة لهم ومن ثم تكبيرها والتركيز عليها لجذب أنظار الناس وإبعادهم عن قضاياهم الأساسية، على سبيل المثال لاالحصر، قضية مقتل" سميرة مليان"، و"سفاح المعادي"، و"ابنة ليلى غفران" ومقتل "سوزان تميم" وغير هذا الكثير ممن ابتلينا به بوجود المخلوع، أضف لذلك الإكثار من مباريات الكرة والأفلام والمسلسلات الهابطة على مدار الساعة على معظم القنوات التي استحدثوها لنشر الفتن، وكذلك تعيين الجهلاء والسفهاء على رأس كل وزارة وهيئة ومنشأة، فنشأ نتيجة لذلك قيادات فاشلة ونواب سفهاء سارقين لأقوات الناس، فانحدرت الموارد والتعليم والثقافة، وانشغل الناس في لقمة العيش وتحولت العقول إلى السلبية المطلقة وركن الناس للإنشغال بالملهيات التافهة وليس أدل على ذلك من حفنة الممثلين والمطربين الذين هم في غنى عن التعريف. وبذلك تحولت مصر العظيمة وشعبها الراقي إلى بلد كأنه من مجاهل أفريقيا، سوف تعود مصر كما كانت بمشيئة الله تعالى قلعة الحضارة. كتب د/ وجدي شاكر |أخطأ الأستاذ كما أخطأ غيره الجمعة 27 يناير 2012 - 2:33 ص أعجبنى9 يا الهي أكانت مصرنا تُحكم لمدة 30 عاماً بمثل هذا الجاهل الذي كان يبحث عن العز وهو ابن !!!!!؟ ماذا ارتكب هذا الشعب ليبتليه الله بمثل هذا الجاهل الأحمق , الراشي والمرتشي. سمسار دم الشعوب. قاتل بني وطنه , زعيم عصابة الأربعين حرامي . حتى الخرابة التي تركها كان يخطط لتوريثها لإبنه وأحفاده ( لاحول ولا قوة إلا بالله ) . أخطأت يا أستاذنا الجليل كما أخطأ غيرك مثل الأفاضل الأستاذ منصور حسن والدكتور اسامة الباز واللواء أحمد رشدي والدكتور صوفي أبو طالب والدكتور فؤاد محيي الدين والمشير عبد الغني الجمسي والفريق سعد الدين الشاذلي ( رحم الله من تُوفي منهم ) , أقول كل هؤلاء أخطأوا في حق هذا الشعب التعيس لأنهم عرفوا هذا الأفاق واكتشفوا فيه الشيطان الذي كان يحكمنا ولم يتكلموا وآثروا الصمت طلباً للسلامة من مخالبه والساكت عن الحق شيطان أخرس . بالله كيف هان عليكم دماء المصريين وهي تهدر في مذبحة الأمن المركزي في الثمانينات وأجساد المصريين الذين كانوا وجبة لأسماك البحر الأحمر وعظامهم التي تفحمت في قطارات الموت وأجسامهم التي اختفت تحت صخور جبل المقطم و و و و والقائمة لاتنتهي , ألم يحرك شئ من ذلك ضمائركم لتتكلموا قبل ذلك ليفيق هذا الشعب المكلوم ويثور قبل أن تصل الأمور إلى أن تصبح مصرنا خرابة يستنكف من أذله الله أن يتركها إرثاً لابنه . اطلبوا الرحمة والمغفرة من ربكم ومن شعبكم . كتب د/ وجدي شاكر |أخطأ الأستاذ كما أخطأ غيره الجمعة 27 يناير 2012 - 2:29 ص أعجبنى6 يا الهي أكانت مصرنا تُحكم لمدة 30 عاماً بمثل هذا الجاهل الذي كان يبحث عن العز وهو ابن !!!!!؟ ماذا ارتكب هذا الشعب ليبتليه الله بمثل هذا الجاهل الأحمق , الراشي والمرتشي. سمسار دم الشعوب. قاتل بني وطنه , زعيم عصابة الأربعين حرامي . حتى الخرابة التي تركها كان يخطط لتوريثها لإبنه وأحفاده ( لاحول ولا قوة إلا بالله ) . أخطأت يا أستاذنا الجليل كما أخطأ غيرك مثل الأفاضل الأستاذ منصور حسن والدكتور اسامة الباز واللواء أحمد رشدي والدكتور صوفي أبو طالب والدكتور فؤاد محيي الدين والمشير عبد الغني الجمسي والفريق سعد الدين الشاذلي ( رحم الله من تُوفي منهم ) , أقول كل هؤلاء أخطأوا في حق هذا الشعب التعيس لأنهم عرفوا هذا الأفاق واكتشفوا فيه الشيطان الذي كان يحكمنا ولم يتكلموا وآثروا الصمت طلباً للسلامة من مخالبه والساكت عن الحق شيطان أخرس . بالله كيف هان عليكم دماء المصريين وهي تهدر في مذبحة الأمن المركزي في الثمانينات وأجساد المصريين الذين كانوا وجبة لأسماك البحر الأحمر وعظامهم التي تفحمت في قطارات الموت وأجسامهم التي اختفت تحت صخور جبل المقطم و و و و والقائمة لاتنتهي , ألم يحرك شئ من ذلك ضمائركم لتتكلموا قبل ذلك ليفيق هذا الشعب المكلوم ويثور قبل أن تصل الأمور إلى أن تصبح مصرنا خرابة يستنكف من أذله الله أن يتركها إرثاً لابنه . اطلبوا الرحمة والمغفرة من ربكم ومن شعبكم .
| |
|