إنهم أناس يتطهرون !!!

وأنا أتأمل الموقف الحالي والحرب المعلنة بشراسة على الإسلام وتعتمد على تخويف المسلمين – ويا للعجب – من عودة النظام الإسلامي ليحكم حياتهم ، وأنا أتأمل قفزت إلى ذهني مقارنة بين هذه الحملة وحملة قوم لوط التي وردت في القرآن الكريم في أكثر من سورة ، فاليوم يخوفوننا بأن الإسلاميين سيطبقون الشريعة ، وقوم لوط قالوا أخرجوهم إنهم أناس يتطهرون .
كان قوم لوط من الشواذ ، يمارسون الفحشاء مع أمثالهم من الرجال ، وحاربوا الطهارة والداعين إليها ، وعلى رأس من حاربوهم سيدنا لوط عليه السلام ،
وقادني التأمل إلى الربط بين هذه القصة والواقع الذي نراه ، وتواردت مواقف أخرى كثيرة قديمة وحديثة تتوافق معها في الهدف والمضمون وإن اختلفت في الشكل ، وعلى سبيل المثال توارد في ذهني موقف بلد مثل فرنسا تمتلئ بالنساء العاريات والداعرات والمدمنين والشواذ والإباحيين ، ولكن ذلك لا يشغلها ولا يمثل لها مشكلة خطيرة ، فقط يشغلها حجاب المرأة الفرنسية المسلمة الذى يعلن من وجهة نظرهاعن هوية صاحبتها الإسلامية ، فأعلنت الحرب على الحجاب ، والتشابه قائم بين قوم لوط فى منطقهم المعوج ضد المتطهرين ، و المتعصبين الفرنسيين ضد الحجاب ، التعصب البغيض ضد الإسلام أصاب كلا الطرفين ( قوم لوط والفرنسيين ) بالعمى .
وتابعت التأمل هنا وهناك حتى وصلت إلى الواقع المحيط بنا لأجد من بيننا من يعتبر عودة النظام الإسلامي إلى حياتنا كارثة ، فكرة يروج لها الشيطان وأعوانه ، يريدون أن تنمو شجرة التحلّل والفساد ولا يريدون وضع أي قيود على إباحيتهم التي تجاوزت كل حد ، وإذا كانت الحرب على الإسلام من أعدائه مبررة ، فلا يمكن فهم أو استيعاب أن تأتي هذه الحرب من أبناء الإسلام بدعاوى هشة مضللة مندفعة بتهور من غير إدراك لأبعادها وعواقبها على حياتنا ،
إن من أهم أسباب ما حدث لنا في الماضي كان ابتعادنا عن ديننا باسم التحضر والمدنية ، فعاقبنا الله بمعيشة ضنكا كلها معاناة في الحكم وفي الرزق وفي كل شئ وأهدرت كرامتنا وسفهت أحلامنا واغتصبت أراضينا ووصل بنا الأمر إلى أن أي مرشح للرئاسة في أمريكا أو إسرائيل عليه أن يقوم بتوجيه ضربة إلى أي دولة عربية أو إسلامية لكي ينجح في الانتخابات ، هذا كله لأننا ابتعدنا عن مسار شريعتنا ، فما بالنا ونحن نحارب الإسلام ونمنع عودة نظامه إلى حياتنا ونكتفي بأن نكون مسلمين باللسان فقط دون أن نحمل تبعات هذه الكلمة في مجال الحياة ومجال الدعوة .
أخشى أن يكون عقابنا في المرحلة القادمة بنفس ما عوقب به قوم لوط بإصرارهم على تقنين الفساد وطردهم للملتزمين بشرع الله وقيم أديانه بتهمة من المفترض أن تكون تاجا على رأس من يتهمونه بها ، كانت عقوبة قوم لوط أن انقلبت بهم الأرض ، وأمطروا بحجارة من سجيل .. " وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا "
فهل نريد لأنفسنا هذه النهاية ؟