حديث الساعة !!!!!!!!!!

إنه حديث ذو شجون ، الصورة في مصر الآن هي حديث الساعة ، تختلف عناصر مكوناتها ، وتختلف الرؤى حولها ، وكذلك ردود الأفعال تختلف مابين مؤيد لهذا ومعارض لذاك ، ومابين قريب من المشهد وبعيد ، ومابين داخل مصر وخارجها ، لكن الملفت أن الغالبية الساحقة من هذه الرؤى لا تخضع لقواعد عامة ولا تحكمها مناهج فكرية ، كل يدلي بدلوه كما يرى دون مرجعية يهتدى بها إلا رؤيته الشخصية البحتة ، ولذلك لو تابعت أحد المتحدثين ستراه يعبّر عن الشئ ونقيضه في نفس الوقت دون أن يدرك ، لأنه لا يتبع منهجا في تفكيره ، وقد يقف مع رأي الآن ثم ينقلب عليه بعد ذلك بحسب ما يتاح له من رؤية في حينه .
وقد يقول قائل : وماذا في ذلك ؟ إنها الحرية الشخصية في التعبير بما يرى ، ونحن لا نختلف في ذلك لكن علينا أن ندرك أن ذلك صحيح ومطلوب في مرحلة البحث والدراسة ، وهي مرحلة تمهيدية ، لا بد أن تعقبها مرحلة أخرى هي مرحلة القرارات التي تتطلب تجميع الرؤى التي يبديها الجميع في مرحلة الدراسة والحوار ومحاولة الخروج منها برؤية واحدة تكون قريبة من التوافق بين الجميع وغير متعارضة مع قيمنا الدينية والإجتماعية وتحصل في النهاية على موافقة الأغلبية ، هنا تعتبر هذه الرؤية قرارا على الجميع أن يلتزم بها حتى ولو كانت مخالفة لما يراه ، وهذا ما يعبر عنه بالديمقراطية ، أما أن يعتبر كل منا رؤيته قرارا يحاول أن يلزم بها الجميع فهذا أمر يستحيل تنفيذه وبالتالي ستكون آثاره مدمرة للجميع .
الصورة التي نراها اليوم لمصرنا الحبيبة صورة مشوهة تتصارع جوانبُ من عناصرها صراعا مريرا ويظن كل عنصر أنه يستطيع إقصاء الآخر من الصورة دون أن يتأذّى هو ، وهذا تصور قاصر عن الفهم ، ولا أريد أن أصفه بما يستحق حرصا على عدم إيذاء مشاعركم .
سأحاول أن أصف مشهد الصورة كما رأيته وفهمته ، وأنا بعيد عن الأحداث ، لكنني أتابع معظم مايعرض وأحاول أن أربط بينه ، وأكوّن لنفسي فهما أتعاون به مع الآخرين وأنتظر ما يراه غيري لأتعلم منه وقد أقوم بتعديل رؤيتي أو حتى أغيرها .
لقد بدأت الأحداث حسب علمي باعتصام مجموعة قيل أنها من أهالي المصابين في الثورة الذين لم يتم تعويضهم ، وبصرف النظر عن وجهة نظري الشخصية في هذا الأمر ، إلا أن الشرطة حاولت إقناعهم بالتخلي عن فكرة الاعتصام ، ولا يهم في رسم الصورة إلقاء اللوم على هذا الطرف أو ذاك ، لكن مايهمنا أنه حدث اشتباك وصل إلى حد استخدام القوة ، وهذا مايريده المتربصون دعاة الفتنة ، توجهوا بسرعة البرق إلى الميدان بدعوى مناصرة أهالي المصابين ، ولأن لهم غرضا آخر سيكون لنا حديث عنه لاحقا فقد اتجهت مجموعة منهم إلى وزارة الداخلية لافتعال احتكاك مع الشرطة واستثارتهم حتى يردوا عليهم وبالغوا في الاحتكاك حتى ردت الشرطة عليهم ، وفي مثل هذا المناخ تتصاعد الأمور بسرعة وأصبح هناك جرحى ثم قتلى ، وهذا بالضبط هو ما أرادوه للاسنجاد بشباب الثورة بدعوى أن الشرطة عادت للضرب والقتل ، وطبيعي أن يهب ّ الشباب لاستنكار الاعتداء على المواطنين المتظاهرين سلميا ، واستمرت محاولات المغرضين لاستمرار التوتر من أجل استبقاء الشباب في الميدان لمواصلة الضغط على أصحاب القرار لتحقيق أهداف معينة وما زالت إلى اليوم ،
هذه هي الصورة بشكل عام وسأحاول لاحقا أن أسجل رؤيتي لكل جزء من أجزاء الصورة ما له وما عليه ، راجيا أن أستنير برؤيتكم التي قد توضح لي أمورا لا أراها . ولا ننسي أن نتضرع إلى الله بالدعاء في كل وقت أن يحفظ الله مصر وأهلها مما يحاك بها .