الانتخابات !!!!!

الانتخابات !!!!!!
من المقرر أن تبدأبعد غد المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب الجديد وفق البرنامج المحدد لإعادة بناء مؤسسات الدولة بطريقة ديمقراطية ، وكلنا يعلم أن هذه الإنتخابات تأتي في ظل ظروف عصيبة تمر بها بلادنا لأول مرة في تاريخها ، لذا فإن هذه الانتخابات تزداد أهمية فوق أهميتها ، فقد كانت أهميتها المعروفة لنا أنها أول انتخابات ديمقراطية ستجرى في مصر ، وأول برلمان في مصر يأتي بعد ثورة يناير العظيمة التي أطاحت بالدكتاتورية إلى غير رجعة بإذن الله ، أما الأهمية الإضافية لهذه الإنتخابات فتأتي من الظروف المحيطة بها والمحاولات المتتالية لإفشالها ، تلك المحاولات التي كانت تتسارع وتزداد ضراوة كلما اقترب موعد التصويت .
هذه المحاولات المستمرة تلقي علينا بعبء جديد فوق أعبائنا التي تثقل كاهلنا ، لكن هذا قدر ذلك الجيل ، وقد أثبت في الأشهر القليلة الماضية أنه قادر على حمل المسئولية وتقديم كل ما يلزم من تضحيات بدعم من الشرفاء من الأجيال السابقة ، هذه الأعباء تضع أقدام هذا الجيل على أول طريق الكفاح الطويل ويبدأ هذا الكفاح من الحفاظ على الفرصة السانحة اليوم لتحقيق مطالب الثورة .
أول طريق الكفاح يبدا من انتخابات بعد غد ، ويجب أن نحرص على إنجاحها رغم كل الظروف ، علينا أن نتمسك بعبورها إلى بر الأمان لنخرج منها بمجلس منتخب من الشعب لأول مرة يحمل لواء التصحيح بإرادة الشعب ، يجب ألا نسمح لقوى الهدم أن تعيق مسيرتنا عن السير إلى الأمام ، ويجب ألا نسمح لقلة من الحمقى الذين يتشبثون بسفينة الثورة ويقومون في نفس الوقت بخرقها ، وتصور لهم حماقتهم أن ذلك سيمكنهم من الحصول على الماء بسرعة دون أن يتكبدوا مشقة الصعود إلى سطحها لجلب الماء بطريقة صحيحة ، ولا تستطيع أَفهامُهم أن تَعيَ أن هذا سيغرق السفينة بمن عليها ، وعلى الثوار أن يدافعوا عن سفينتهم حتى لا تغرق .
كفانا حديثا عن الماضي ولننظر إلى الأمام خاصة في هذا الشهر الذي ستجرى فيه الإنتخابات ، إن الناظرين إلى الخلف لا يستطيعون رؤية طريقهم ، تماما كالذي يسير بظهره يكون عرضة للصدام والسقوط ، وهو عرضة للسقوط أكثر ممّن يسير معصوب العينين لأن المعصوب قد يتحسس طريقه بيديه .
إن مصر اليوم تنادينا للأخذ بيدها إلى بر الأمان فهل نستجيب ؟ لا يكفينا أن نتفاخر بثورتنا فالثورات لم تكن يوما هتافات وكلام يقال هنا أو هناك ، ولم تكن تصارعا لاحتلال مكانا بارزا في الصورة ، الثورات دائما تعني البذل والتضحية بكل غال ورخيص برضى تام وقناعة كاملة ، إذا كنا ثوارا كما نقول فعلينا أن نثبت ذلك بالفعل وأول الفعل اللازم بعد أن نجحت الثورة فى زحزحة النظام السابق عن سدة الحكم هو المشاركة الفعلية في التصويت ، لأن هذا النظام ماتزال له قواعد ودعائم تتلون لتصعد إلى السفينة وتحاول أن تُبقي حالة الصراع قائمة ، وأفضل طريقة للرد على هذه المحاولات هو قيام الشعب باختيار نوابه المنتخبين ديمقراطيا ليؤسسوا الدولة كما يريدها الشعب .
سيخرج علينا في كل لحظة مجموعة من المُعوِّقين تحاول الحيلولة دون هذه الخطوة ، يستخدمون ذرائع عديدة ويستعينون بكل وسيلة ممكنة أخلاقية أو غير أخلاقية ، سيتمثلون في صور الإصلاح ، وسيرفعون شعارات الوطنية ، ويستشهدون بالمقولات المأثورة ، لكن مطالبهم ستكون عكس كل ذلك ، ويحملون في صدورهم مالا يعلنون ، سينجذب إليهم البعض ويقع أسيرا لفتنة مشهدهم وعذب كلماتهم ، لكن الأغلبية الواعية سرعان ما ستربط بين القول والفعل ليكتشفوا التناقض ويستنتجون أن هؤلاء أهل هدم وليسوا أهل بناء .
أجل إن ذا يوم لمن يفتدي مصرا *** فمِصرُ هي المِحْرابُ والجنة الكبرى
تعالوا نقلْ للصّعبِ أهلا فإنّنا *** شبابٌ ألفنا الصعبَ والمَطلبَ الوعْرا
تعالَوْا فقد حَانتْ أمورٌعظيمةٌ *** فلا كان منا غافلٌ يَصِمُ العَصْرَا
تعالوا لنمحو الجهلَ والعلل التي *** أحاطتْ بنا كالسيل تغمرُنا غمرا
سلاماً شباب النيل في كلِّ موقفٍ *** على الدَّهر يَجْنِي المجدَ للنيل والفخرا
شَبابٌ نزلْنا حَوْمَةَ المَجدِ كُلُّناَ *** ومن يَغْتدِي للنّصر يَنتزعُ النّصرا