لماذا الداخلية ؟

لماذا الشرطة ؟
يتساءل الكثيرون عن السبب في استهداف بعض الإنتهازيين لمبنى وزارة الداخلية ومديريات الأمن وبعض أقسام الشرطة ، وأعتقد أن التساؤل لا يحتاج إلى كثير من الجهد لنجيب عليه ، فلو ربطنا الأحداث ببعضها سنصل إلى نتيجة مفادها أن الأمن مازال هو الحاجز الرئيسي الوحيد الباقي بينهم وبين الفوضى التي خططوا وما زالوا يخططون لفرضها ، إنهم يعلمون أن هذا الجدار لو كتب له الانهيار - لا سمح الله -فقد حققوا كل أهدافهم ووقعت مصر في قبضتهم ، وهنا يجب أن ننبه إلى أننا يجب ألا نظلم كل الموجودين في الميدان ونضعهم مع الإنتهازيين في كفة واحدة ، فالواضح أن أكثر من 95 % من المتواجدين هم وطنيون مخلصون لهم مطالب يرون فيها تحقيقا لأهداف الثورة من وجهة نظرهم ، قد يشوب مطالبهم بعض القصور التنفيذي نتيجة للحماس ونقص الخبرة ، لكنهم في النهاية وطنيون مخلصون على ما يبدو ، أما نسبة ال 5 % الباقية فهي عبارة عن بعض المتفرجين أو الزائرين لمشاهدة الحدث التاريخي وبقيتهم هم الانتهازيون الذين نقصدهم ونسبتهم ربما لا تتجاوز 2 % من أعداد المتظاهرين ورغم قلتهم فإنهم الأخطر على مصر وشبابها لأنهم يتحركون لهدف واحد واضح بالنسبة لهم هو إشعال النار وتصعيد الأحداث ليتمكنوا من تحقيق الهدف الذي سعوا له من البداية ، فلماذا الداخلية بالذات ؟
أولا : لأن الداخلية هي الجهة التي لديها سجلات ومعلومات البلطجية والسجناء والجواسيس والعملاء وكل هؤلاء لهم مصلحة حقيقية في محو وتدمير هذه السجلات .
ثانيا : لديهم المعلومات عن تجار المخدرات وهؤلاء أيضا لهم مصلحة
ثالثا : لديهم ملفات تجار السلاح الذين يقومون بتهريب السلاح ولهم أيضا مصلحة .
رابعا : لديهم – بجانب المخابرات - سجلات ومعلومات خطط الغزو الاستخباراتي الخارجي التي تخطط لا ختراق الجبهة الداخلية وهؤلاء لهم مصلحة .
خامسا : بعض الحاقدين من أبناء الوطن الذين خسروا مواقعهم التي تربحوا منها وتنتابهم مشاعر الانتقام بتدمير الاستقرار لعلهم يستعيدون مواقعهم من خلال الفوضى .
ضباط وجنود الشرطة الشرفاء ما زالوا يحرسون حدودنا من تهريب المخدرات التي تهدم شبابا ، ومن تهريب الأسلحة التي يتم بها الإعداد لإحداث الفتنة والحروب الأهلية ، وضباط وجنود جيشنا ما زالوا في وحداتهم يمثلون درعا واقيا لسلامة البلاد .
وهؤلاء المتربصون بالشرطة هم كما نرى جهات تتّصِف بالشراسة والبلطجة والإمكانيات المادية والبشرية ، وكلها اجتمعت على هدف واحد ووضعت كل إمكانياتها لتحقيقه لأنهم يعلمون أن مصالحهم كلها مرتبطة به ، لذلك كانت هذه الشراسة التي نراها والمحاولات المستميتة للهجوم على الشرطة ومواقع الأمن ، لعلهم – لا سمح الله – يستطيعون تحقيق هدفهم .
وأوضح مثال على ذلك هو المحاولات المستميتة في شارع محمد محمود من هذه الجموعات ، بينما الثوار الحقيقيون التزموا الميدان ولم يغادروه ولم يهاجموا أي هدف من الممتلكات العامة ، رفعوا مطالبهم وهتفوا بها ودعوا إليها واعتصموا ، وكل ذلك مقبول ماداموا لم يتورطوا في التعدي على القانون والنظام . فلنتضرع جميعا إلى الله أن يحفظ مصر وشعبها وأن يهئ لها من أبنائها رجالا راشدين يعبرون بها من هذا الموقف الصعب .