لا ننزعج من الخلاف

اخوتي وأبنائي وأصدقائي أعضاء المجموعة
تحياتي لكم جميعا
لاحظت مؤخرا انزعاج البعض من حدة المناقشات الدائرة بين الأعضاء والحقيقة أنني لا أشاركهم هذا الشعور لأن هذه الحدة طابع أصيل في الشعب المصري بكافة مستوياته وامتدادته الجغرافية على أرض مصر ، وبعد ثورة 25 يناير وصل فوران هذه الحدة إلى منتهاه بعد أن شعر الناس أن قرارهم أصبح في أيديهم وأنهم مطالبون - في ظل عدم وجود قيادة تتحمل هذا العبء عنهم - مطالبون بترتيب أمور مستقبلهم كدولة وكمواطنين وقد حرموا كثيرا من هذا الحق على مدى سنوات طويلة .
والحقيقة أن الأنظمة السابقة بدرجات متفاوتة لم تؤهلهم لهذا الدور الصعب الذي يحتاج إلى وعي وخبرة ودراسة وتجربة ووطنية وأمور أخرى كثيرة ، لذا عندما فوجئ الناس بهذا التكليف يقع على رؤوسهم دون استعداد مسبق ودون مقدرة حقيقية ، راح كل يدلي بدلوه على قدر ما لديه ، فجاءت الآراء يشوبها الكثير من القصر ويعوزها الكثير من الدراسة فضلا عن كثرتها وعدم وجود قيادة تقوم بعملية التصفية ، من هنا حدث بعض ( بل الكثير ) من التخبط والتصادم والتحدي أحيانا .
وعلى المثقفين أن يستوعبوا هذا الوضع و يمارسوا دورهم في الحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي ، ويقيني أن كل من أبدى رأيا يهدف للصالح العام تتفق أو تختلف معه هذه قضية أخرى ، وعلينا أن نحترم رأي ورؤية كل إنسان مهما كنا نختلف معه في رأيه وأن نبقي الأمور دائما في الإطار العام حتى لو ورد ذكر بعض الشخصيات العامة في الحوارات لأن الشخصيات العامة دائما عرضة للنقد في السلوك العام وحتى بعض الآراء تجيز التعرض لحياتهم الخاصة باعتبارها تتعلق بدوره في الحياة العامة . يجب ألا نحول ذلك إلى قضايا شخصية يسعي لإشعالها البعض لإظهار الوفاء ، وأعجبني كلام ممدوح في هذا الشأن ، الذي لايريد أن يتعرض الناس لنقده عليه أن يعتزل الحياة العامة .
إذا استوعبنا أننا نتحاور من أجل شأن عام ساعتها سنختلف في أثناء الحوار وسيصافح كل الآخر قبل أن يقوم من مجلسه وسيبقى الود دائما طالما اتسعت صدورنا لوجهات نظر الآخرين . أحبكم في الله وأدعو لكم بالتوفيق جميعا من أجل بلدنا الكبير والصغير.