البحث عن آلهة !!!!!!

تأملت طويلا وذهب بي الخيال بعيدا فيما قرأت وسمعت وشاهدت محاولا أن أتخيل صورة لرؤية الإنسان لدوره في الحياة ودوره الاجتماعي في مجتمعه ومدي إحساسه بنفسه كقيمة إنسانية واجتماعية .
والحقيقة أنني أصابتني الحيرة ، ولم أستطع الخروج من هذه الحيرة ، بالرغم من طول فترة التأمل ، وقررت أن أطرح القضية للمشاركة لعلي أجد مخرجا عند غيري من هذه الحيرة ، أو استسلم واعرف ألا مخرج منها وأن هذه الحيرة جزء من تكويننا يجب أن نتعامل معه كما هو .
ساءلت نفسي : ألم يخلقنا الله أحرارا ؟ ألم يخلقنا من نفس واحدة ؟ ألم يكلفنا بنفس التكليفات ويعدنا بنفس الجزاء ؟ وكان الجواب في كل مرة نعم ، فتساءلت إذا لماذا كان الإنسان دائما يقع في الشرك ويبحث عن إله له يعبده من دون الله ، أو يشركه في العبادة مع الله . وأتأمل في هذه الآلهة المفترضة فأجد أن عاقلا لا يستسيغ فكرة ألوهية هذه الآلهة فهي جميعا مخلوقات لله يوسوس الشيطان للغافلين بها ليعبدوها أو يشركوها مع الله في العبادة .
وكنوع من المساعدة لنا أرسل الله الرسل إلينا مبشرين ومنذرين بل ومحذرين من الحرب التي أعلنها إبليس على الإنسان ليضله عن سبيل الله ويوقعه في الخطايا بعد أن زين له أعماله ويقنعه بمبررات لذلك ، فتوالى إرسال الأنبياء والرسل حتى كانت رسالة النبي الخاتم سيد المرسلين ، تواردت معي هذه الخواطر بشكل كثيف في هذه الأيام والأوضاع التي تعيشها بلادنا الحبيبة .
وقبل أن يسألني أحد من أصدقائي عن علاقة ذلك بالأوضاع التي نعيشها أسارع وأجيب .
وإجابتي ستبدأ بتساؤلات : ألم تقم في بلادنا ثورة ؟ ألم ترفع هذه الثورة شعار التطهير والعدالة والتطوير ؟ ألم تعلن هذه الثورة أنها تهدف لبناء المجتمع بشكل جديد ؟ الإجابة دائما بنعم . ألن نحتاج لتحقيق تلك الأهداف رجالا يملكون الهمة والإخلاص والنقاء ، الإجابة أيضا بنعم .
إن ما نحتاجه اليوم رجال خلت قلوبهم من الشرك وصفت نفوسهم لله والوطن ، ولئن سأل أحد مرة أخرى وما دخل الشرك في ذلك ؟ سنقول إن عبادة الأفراد والعصبيات هي أهم ظاهرة للشرك في مجتمعنا ، نحن ننساق بعقولنا خلف أفراد لشخصهم أو عصبيات عائلات أو عصبيات قرى أو مناطق وهذا كله من الشرك ، لأن الله حق وعدل فإن حرمت أحدا من حقه فقد ظلمت .
سيكون أمامنا في الأيام القادمة فرصة لاختيار رجال لإعادة البناء بعد التخلص من الفساد ، ومطلوب أن نحكم الحق والعدل في اختياراتنا إذا كنا نريد البناء على أساس سليم ، وإن لم نفعل فقد ظلمنا وأشركنا ، ولا يصلح بناء قائم على الظلم والشرك وستكون العاقبة على رؤوسنا .
إن من سيذهب بقرار مسبق باختيار مسبق لا يقوم على معيار الكفاءة سيكون قد ظلم نفسه وظلمنا معه ، والظلم ظلمات يوم القيامة ، كل الظروف ميسرة لك لتكون حرا ولتساهم في بناء وطن حر ، خلقك الله حرا ، وأعطيت فرصة الاختيار بين البدائل ، والتصويت سري ، واختياراتك محاطة بالأمن من رجال الأمن ، ومحاطة بالعدل من رجال القضاء ، كل ذلك لتستمتع بممارسة حريتك فلماذا تترك الحرية و تسلم رقبتك لغيرك ليستعبدك ؟ هل تفضل أن تكون عبدا ؟ قد يكون ذلك حقك في الظاهر ، ولكن آثاره تعود على الأحرار أيضا ، وهذا ما يدفع الأحرار للثورة على الظلم والكبت دائما .

» البحث عن دليل - برنامج العلم و الإيمان
» البحث في سلوك الإنسان - برنامج العلم و الإيمان