Alsaid Ebrahim Alsaid الإدارة
عدد المساهمات : 944 تاريخ التسجيل : 04/07/2011
| موضوع: ما كان يميز ميت طريف !!!!!! الأحد يوليو 17, 2011 6:12 pm | |
| أهم ما كان يميز ميت طريف أن أغلبها تربطهم صلة قرابة ببعضهم البعض ، فلا تجد فيها شخصا لا تربطه علاقة قرابة أو نسب بالآخرين ، وهذه ميزة لا تتوفر إلا في العزب الصغيرة التي تتكون من عدد محدود من العائلات ، أو في قرى الصعيد وكفورها ونجوعها التي تحرص فيها الأسر على التجمع في مكان واحد والتزاوج من بعضهم ، ولقد عشنا فترة طويلة من حياتنا ننعم فيها بهذه النعمة الكبيرة فخلقت بيننا نوعا من الترابط والتقارب أسعدنا كثيرا ولم تستطع عواري الزمن أن تنال منه ، لذلك مازلنا نسميها أيام الزمن الجميل
لكنني حين أتأمل هذه الأيام وأسعد بما عشته فيها من التقارب أشعر وكأننا قد فهمنا الأمور على غير حقيقتها وخلطنا بين الحق والباطل ، الحق هو التقارب والتوادد والتآخي ، والباطل هو المجاملة في غير موقع المجاملة فأشعر وكأن هذا الخلط قد أضر بحياتنا في أمور أخرى ، وهو بالفعل قد أضر بها لأننا لم نستطع أن نضع حدا فاصلا بين المظالم والمجاملات مع كبر الفوارق بينهما ، فالمجاملات مشتقة من الجمال ولا يعقل أن يجتمع الجمال والقبح في مكان واحد إلا لدى أحمق لا يعرف الفارق بينهما ، لقد خلق هذا التقارب في حياتنا أنواعا من المخالفات تأصلت في حياتنا ونمت وترعرعت تحت مظلة المجاملات حتى شملت كل مناحي حياتنا ، وظهرت لها على جمالها المغلوط آثارا سلبية عديدة في جوانب من حياتنا ، فأصبحت المجاملات تلجم ألسنتنا عن الحق ، ونتغاضى عن المظالم والمفاسد بتأثير هذه المجاملات حتى استشرى الفساد وتجبر أمام أعيننا ونحن نرعاه بمجاملاتنا و توحش وتحكم في حياتنا وفي خياراتنا واختياراتنا ، وملأ الخوف قلوبنا وأصبحنا نبرر لأنفسنا هذا الخوف بأنه مجاملة لهذا أو ذاك . ووصل بنا الأمر إلى اليأس من كل شئ ، واستحال علينا إقناع الناس بالفرق بين المجاملة و المظالم لأن أحدا لم يرد أن يعرف ولو ححاول لعرف من تلقاء نفسه ، وأعترف أننا عجزنا عن ذلك بدرجة كبيرة محبطة ، وزاد من ألمنا أن هذا النموذج المصغر كان نموذجا لما يحدث في محيطنا الأكبر مصر ، لذلك عندما قامت ثورة الشعب الأخيرة كان أكثر ما تمنيته من نتائجها أن تكسر وحش الخوف في نفوسنا ، وتطلق طموح الإبداع لدى شبابنا ، إن الخائف لايبدع ، والإبداع يحتاج إلى الحرية والإنطلاق ، فهل يتحقق الحلم ونرى شبابنا قد تحرر من الخوف وتخلى عن المجاملات وانطلق نحو البناء بروح الحق والعدل ، أتمنى ذلك لبلدي الكبير مصر وأتمناه لبلدي الصغير ميت طريف ، ولا أريد حين تأتي الانتخابات أن أعود وأتذكر مقولة سعد زغلول الشهيرة " غطيني يا صفية "b] | |
|