قصة الملاعب في ميت طريف

بمناسبة طلب ابو خالد من الدكتور مصطفى الحديث عن ملعب جرن الوسية ، وأنه كان يعتقد أنه أول ملعب في البلد ، خطر لي أن أعيش معكم بعض اللحظات نتحدث فيها عن الأماكن المختلفة التي مورست فيها كرة القدم في بلدنا .
بدات ممارسة كرة القدم في بلدنا وأعتقد في كل البلاد في هذا الوقت في ما كان يسمى بالأجران ، حيث كانت كل عائلة تترك أمام بيتها مساحة خالية تسمى جرن تستخدمه لأغراضها الزراعية ، ففي معظم أيام السنة يتم تشوين الشّرب فيه لفرشه تحت المواشي في الدوار ليختلط بروثها ويكوّن السباخ الذي يتم إخراجه إلى الجرن ليجف وإدخال الشرب الجديد بدلا منه ، وكان هذا السباخ هو السماد البلدي الذي يستخدم في تسميد الأرض مع كل زرعة جديدة ، كانت هذه هي الفائدة الأساسية للأجران بجانب استخدامها في دراس المحاصيل الزراعية بحيث تكون أمام البيت أمام أعين صاحبها
وقد استخدم الشباب هذه الأجران في ممارسة هواية كرة القدم في الصيف ، ليس كلها طبعا بل بعضها ، فبعض الناس لم يكن يسمح باللعب أمام بيته ويتعمد وضع السباخ في منتصف الجرن بحيث يضيق على من يريد اللعب .
ومجموعة الأجران التي سمح فيها باللعب بسيطة اتذكر منها مثلا في المقدمة جرن العمدة وكان يقع خلف بيت العمدة عزالدين بين البيت والدوار وكانت مساحته معقولة ، جرن عبد الجيّد وكان أمام بيت عمي عبد الجيد العدوي والد احمد عبدالجيد وجد مجدي عبدالجيد ، وجرن الحرامي هكذا كان يسمى ويقع أمام بيت خالي يوسف زيد وبيت محمد عبد العزيز الذي كان يعرف بمحمد الحرامي ( شايفين خفة دم الناس ) ، جرن الحاج عثمان بجانب بيت خالى عثمان الدسوقي ، جرن المنشية وكان بجانب بيوت عائلة البسيوني ، جرن الاستاذ احمد عوض وكان محاطا بسور والدخول اليه صعبا لكن تسلق الأسوار كان ميسرا وهو محل بيوت الحاج عبد العليم يوسف والحاج عبدالعظيم السعيد الحالية بجوار المسجد ، وأخيرا جرن العجمي وكان أمام بيت خالي عبدالسلام البهي ، وكل هذه الأجران لم يعد لها وجود الآن فقد استخدمت في المباني بعد استخدام الأسمدة الكيماوية والميكنة وعدم الحاجة لها .
وكان أول ملعب رسمي هو الذي تحدثنا عنه سابقا محل المدرسة الإعدادية الحالية ، وبعد بناء المدرسة انتقل اللعب إلى ملعب الجبانة وسط معارضة من بعض الأهالي مع استمرار التدريب في حوش المدرسة ، ولم أسعد باللعب خلال هذه القترة لظروف صحية أبعدتني عن الكرة لثلات سنوات تقريبا وكانت هي فترة بداية النضوج الكروى ، بعدها انتقل اللعب إلى ملعب الوسية وقد سمي بهذا الاسم لأنه كان ملكا خاصا لوسية خليل افندي مع عزبة خليل المجاورة ، وآلت ملكيته فيما بعد لمشتري أرض الوسية كل بنسبة الأرض التي اشتراها لكنه بقي مشاعا بينهم جميعا ، وكان أكثر من ثلاثة أرباعه نصيب الحاج عثمان الدسوقي والحاج الشربيني الجوهري باعتبارهما أكبر الملاك وقد تنازلا عن حصتهما فيما بعد لصالح المشاريع العامة , وأيضا لم أشرف باللعب في هذا الملعب بسبب التجنيد وابتعادي عن الكرة لفترة طويلة ثم سفري، ثم كانت العودة مرة أخرى لملعب الجبانة إلى أن انتقل أقيم الملعب الجديد أمام المبنى الجديد لمركز الشباب الحالي ، ولا أدري إن كان مستخدما أم لا ، تلك هي رحلة الملاعب في بلدنا .